للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[على هامش الحرب العالمية الأولى]

١٩١٤ - ١٩١٨

كيف تستفيد مصر من دروس حملة فلسطين

للأستاذ أحمد بك رمزي

بين يدي كتاب عنوانه (دروس من تجارب الحرب العظمى)، وضعه الجنرال الألماني البارون فون فريتاج لودنجهوفن، وكان صاحبه من خيرة كتاب ألمانيا العسكريين وأطولهم باعاً، وأقدرهم في الكتابة عن الحرب من الوجهة النظرية. وهو بروسي الأصل ولكنه ينحدر من عائلة تسكن شواطئ بحر البلطيق، في تلك المناطق التي ضمت إلى روسيا، وهاجرت عائلته إلى ألمانيا، فأنضم في الحادية والعشرين من عمره إلى إحدى فرق الحرس البروسية وشغل قبل سنة ١٩١٤ وظيفة هامة في هيئة أركان الحرب العامة في برلين، وما لبث أن ذاع صيته في السنين التي سبقت الحرب الأولى، لاشتهاره بكتبه ومؤلفاته العسكرية، التي نشرها عن فن الحرب وتاريخ المعارك، ولما نشبت الحرب العالمية الأولى رشحته خبرته وثقافته ليعين مندوبا عن الجيش الألماني وممثلا له، في المجلس الأعلى لهيئة أركان الحرب العامة لجيوش الإمبراطورية النمساوية المجرية.

وقد لمس عن كثب عند بدء الحرب ضعف الإمبراطورية، وأسباب تفكك جيوشها، ولكنه يلتمس الأعذار للعسكريين النمساويين، ويقول إن جموع الجيوش التي حشدتها دولة العرشين - عرش النمسا وعرش المجر - قد استبسلت في القتال وحاربت بشجاعة، وجاءت هزيمتها نتيجة للأخطاء التي سببتها الهيئات النيابية في البلدين وإهمالها لطلبات هذه الجيوش وقت السلم.

والمعروف أن فشل الخطط الهجومية الألمانية في الميدان الغربي أدى إلى اعتزال الكونت مولتكه من رئاسة هيئة أركان الحرب العامة، فتسلمها فون فالكنهين الذي دعا مؤلف الكتاب وعينه ضمن مساعديه.

واقتصر عمل مولتكه على رئاسة بعض الأقسام الفنية التي بقيت في برلين، أما الأعمال الأساسية التي من صميم عمل هيئة أركان الحرب العامة، فاستمرت في الميدان تحت

<<  <  ج:
ص:  >  >>