للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أيبيقوس]

للأب أنستاس ماري الكرملي

١ - توطئة

طالعنا في الرسالة (١٠: ٨١٢) النبذة التي قلّد بها جيد هذه المجلة، الأستاذ محمد مندور، أحد المدرسين في كلية الآداب في مصر القاهرة الزاهرة، وحالما وقع طائر بصرنا عليها، وعلى اسم كاتبها، استبشرنا وقلنا في نفسنا:

إذا جاء موسى وألقى العصا ... فقد بطل السحر والساحر

ولما استهل الكاتب نبذته بقوله: (أصحح للأب الفاضل أنستاس ماري الكرملي خطأ وقع فيه) - قلنا في نفسنا: وما هذا التصحيح؟ - فإذا هو يبيع لنا بضاعة عرضناها نحن على القراء بكل تحرز وتوق، إذ لم يسبقنا أحد إلى عرضها. إذن لم يأتنا بشيء جديد؛ وإذن لم نفهم كيف ساغ له أن يقول: (أصحح). . .

ومن الغريب، أنه ألح على أن الشاعر المبحوث عنه في (الامتناع والمؤانسة) هو (أتيقوس) أي الأتيكي، وهو يوناني صميم. . . إلى آخر ما قال وجال وصال!

ولم يشر أبداً إلى أننا كنا أول من أشار إلى هذا الرجل إشارة خفيفة، من غير أن نلح على أنه هو المطلوب في هذا المبحث. وقد ذهبنا إلى ذلك لمقاربة بين لفظة (أتيقوس) و (إيقوس)، ولم يكن ذلك من باب التأكيد؛ فإذا الأستاذ مندور المدرس بكلية الآداب، يتمسك بهذا (الخاطر الضعيف)، ويعده (رأياً) ويأخذ به، ويدافع عنه مدافعة الأبطال، كأنه من وضعه، أو من فكره

ولكن من بعد أن تنصر لهذا الرأي، ونافح عنه أبدع منافحة، قذفه فجأة من يده في مهاوي الرذل، كأنه عقرب حاولت لسعه، فأراد التخلص منها على هذا الوجه المبارك النتيجة، إذ قال: (وإذا ذكرنا أن (كومودوس) هو. . . وإذا كان من الممكن أن يكون (قومودس) إمبراطور روما. . . فأي غرابة في أن يكونوا. . .

فيا سيدي الأستاذ، المدرس بكلية الآداب في القاهرة، لقد هدمت بإذا. . . وبإذا (مكررة)

<<  <  ج:
ص:  >  >>