وبمن الممكن أن يكون. . . ما بنيته، أي صرحك الممرد، فوقع عليك وسحقك سحقاً، وأنت تُري للناس أنك لم تشعر به وهم قد شعروا به كل الشعور. أما أنك تري للناس أنك لم تشعر به، فذلك لأنك قلت في الختام:(وهكذا يتضح أن القراءة التي (نضنها) أقرب ما تكون إلى الصحة، هي قومودوس وأتيقوس؛ اللهم إلا أن تكون عند الأستاذ كراوس معرفة خاصة بأبقوس الشاعر اليوناني، وذلك ما ننتظره منه، إن تفضل فجاد بعلمه (الغزير)
فلو كنت، يا سيدي المدرس بكلية الآداب، واثقاً بما تقول لما قلت هذا القول، ولما التجأت إلى غيرك، لأنك بهذه المحاولة نسفت صرحك نسفاً حتى أُسسه
يا سيدي الأستاذ، المدرس بكلية الآداب، إن التاريخ لا يبني على (إذا)، ولا على (إذا كان من الممكن أن يكون كذا وكذا) ـ إن التاريخ، يا سيدي الأستاذ المدرس بكلية الآداب، رواية وقائع، ونقل أحداث تنقل إلى السلف على ما رووه، ولا دخل فيه لـ (إذا) و (من المكن) فمثل هذا الكلام يرد في المنطق والفلسفة والصرف والنحو واللغة والحديث وأمثالها، التي يصح فيها التخريج؛ أما التاريخ فبعيد عن التأويل والتفسير. فالظاهر أن حضرتك مهرت في التخريج حتى رسخ في نفسك كل الرسوخ، فصرت تستعمله في كل ناد وواد، في ما يجوز استعماله، وفي ما لا يجوز، فآذيت نفسك من حيث تدري ولا تدري
٢ - كيف وجدنا ضالتنا
جرت لنا عادة أن نرحب بأصدقائنا، وأحبائنا، وأدبائنا في كل صباح جمعة من الأسبوع، وذلك منذ سنة ١٩١١، فيجتمع في نادينا الكتّاب والصحفيون والشعراء والمؤرخون، ووصاف البلدان، ويختلف عددهم بين العشرين والثلاثين، فتلقى الأسئلة، وتجري المحاورات والمطارحات على أحسن وجه، وأسلم طريقة، بشرط ألا يلقى سؤال في الدين ولا في السياسة. وإن وقع شيء من هذا القبيل، ينبه صاحبه على أن مثل هذا الأمر ممنوع، فيسكت بكل حشمة ووقار وأدب من غير أدنى امتعاض
ويوضع بين أيدي الأدباء جميع جرائد المدينة، وما يأتي إلينا من الصحف والمجلات والكتب الجديدة الواردة من العراق وخارج العراق، فيطالعها المنتمون إلى هذا الديوان المتواضع. ويتفق لنا أن نخط خطاً أزرق تحت كل غلط نقع عليه فيما نقرأه فيأتي بعدنا من يقف عليه فيعرف ما فيه من الزلل والخلل. ولما طالعنا نبذة الأستاذ (مندور) المدرس