تستعد وزارة الداخلية في مثل هذه الأيام من كل سنة أي في موسم الحج لاستقبال الحجاج مصريين وأجانب عند عودتهم من البلاد المقدسة في الحجاز بعد تأدية فريضة الحج فتوفد موظفين مؤقتين يبلغ عددهم كثرة وقلة تبعاً لعدد الحجاج ولمدة العمل في محجر الطور، وتستغني عنهم عند الانتهاء من الغرض الذي من أجله توفدهم إليه، وتنتدب كذلك موظفين ملكيين وعسكريين للغرض نفسه يعودون إلى مقر وظائفهم عند نهاية الموسم.
الموظفون
يحيا المحجر وينتعش مدة الموسم وبعد ذلك يكاد يكون ساكنا لقلة الحركة فيه ويحييه الموظفون ثم الحجاج فيصبح مملوءاً بالسكان عامراً بالحركة والتجارة.
ويرأس الموظفين جميعاً مدير المحجر وهو موظف كبير بوزارة الداخلية ينتقل إليه في موسم الحج، وكان إلى سنة ١٩٣١ سعادة الأمير الاي محمد بك المسيري، والموظفون أما تابعون للإدارة نفسها وإما تابعون لمصلحة الصحة، ويدير هؤلاء طبيب كبير هو طبيب أول المحجر. والموظفون أما منتدبون كموظفي وزارة الداخلية ولأطباء وكضباط الجيش والبوليس وجنودهم، وإما معينون تعيينا مؤقتا يستغني عن خدمتهم بعد انتهاء الحج، والمفروض في جميع الموظفين انهم لراحة الحجاج وخدمتهم والسهر على سلامتهم وصحتهم
باخرة الحجاج
تمكنت من فحص البواخر التي كانت تنقل الحجاج عامي ١٩٢٩ و ١٩٣١ وخرجت بنتيجة ثابتة هي أن معظم هذه البواخر لا يعتني أصحابها براحة الحجاج بالدرجة الثالثة بل انهم يعاملون فهيا معاملة خالية من روح العدل، فهم مكدسون في عنابرها تكديسا، وقل ان يدخلها ضوء الشمس فتنبعث منها راحة كريهة تكاد لا تحتمل يلاقون صعوبة كبيرة في الحصول على الماء العذب ولا يوجد في الباخرة كلها - وقد تحمل في بعض الأحيان الفي حاج - سوى طبيب واحد يهمل أغلب الأوقات الغرض الذي من أجله انتدبوه له وإني