خطر يوماً لزهرة البن أن تجتاز الجبال والبحار من سهول الحجاز إلى الصين لتزور أختها زهرة الشاي، فاستقبلت هذه زائرتها بكل ترحاب إلا أنها كانت مغرورة بنفسها تتكلف الود تكلفاً ككل مخلوق لا يعترف بفضل أحد
وكانت ابنة الصين تباهي بحضارة بلادها القديمة وتحسب ابنة الحجاز حديثة نعمة خرجت من قفار لا مدنية فيها ولا مجد
وما كانت ابنة العرب لتخدع بغرور صديقتها فثارت العزة العربية في نفسها فقالت لزهرة الشاي: - أراك مغترة بنفسك يا ابنة الصين وما أنا ممن يتقلد المنة من أحد. جئتك زائرة لا مستجدية فلست اعرق مني نسباً ولا ارفع حسباً
وهزت زهرة الشاي رأسها باحتقار وقالت: - إن حسبي عريق يتصل بمن أسسوا مملكة الصين منذ ستين قرناً
- وما تقصدين بهذا؟
- أقصد تذكيرك بما يجب عليك من احترامي
وكانت الزهرتان تتحدثان وهما جالستان إلى مائدة صفت عليها أواني القهوة والشاي، وكل زهرة تتناول من خلاصتها لتنبه قواها؛ فقالت زهرة البن: - أنت كريهة الطعم، ولو لم تكوني كذلك لما هجرك الصينيون لاجئين إلى الأفيون، فما أنت بالمخدر يفتح أبواب الأحلام الجميلة
فانتفضت زهرة الشاي وقالت: - لقد غزوت الشعب الذي تغلب على الصين فأنا سيدة بلاد الإنجليز