احتفل يوم ٢٨ إبريل الماضي بتوزيع جوائز فؤاد الأول على الفائزين بها في هذا العام، وقد فاز بجائزة الأدب الأستاذان عزيز أباظة وفريد أبو حديد بك، على نحو ما أشرنا إليه في العدد الأسبق من (الرسالة)
وقد أجيز عزيز باشا على مسرحيته الشعرية (العباسة) وهي رواية إنسانية حلل فيها الشاعر موقف العباسة أخت الرشيد في زواجها السري بجعفر بن يحيى البرمكي، كسيدة من البيت المالك خفق قلبها بحب الزوج وحب الولد، وصور الصراع بين هذه العاطفة وبين الاعتبارات الأخرى التي جعلت الرشيد يعقد زواج وزيره بأخته سرا. وفي رأيي أن هذه المسرحية أحسن مسرحيات عزيز باشا كلها، وهي من الأعمال الأدبية الخالدة.
أما الأستاذ أبو حديد بك فقد أجيز على قصته (الوعاء المرمري) ولم يتح لي بعد قراءة هذه القصة، على أنني أعرف الأستاذ كما يعرفه الكثير قصاصا بارعا ظفرت ثروتنا الأدبية منه بطائفة من المؤلفات والقصص القيمة.
وبعد فلي ملاحظتان: إحداهما خاصة بتقسيم جائزة هذا العام، وتتعلق الأخرى بتكوين لجنة الجوائز الأدبية.
أعتقد أن الغرض من هذه الجوائز الملكية الكريمة - وهو تتويج عمل أدبي بارز - لا يتحقق كاملا إلا بمنح الجائزة كاملة لمؤلف واحد، وهي تماثل جائزة (نوبل) والذي نعرفه أن هذه الجائزة لم تمنح مجزأة للغرض السالف، لذلك لم يكن لجائزتنا هذا العام وقعها المأمول، إذ قسمت بين الفائزين الكبيرين.
تلك هي الملاحظة الأولى، أما الثانية فقد أثارها في خاطري أن الأستاذ فريد أبو حديد بك كان عضوا في لجنة الجوائز، فاعتذر عن عدم الاشتراك فيها هذا العام، فكان هذا فرصة طيبة لتقدير إنتاجه. ترى هل ننتظر اعتذارات أعضاء آخرين حتى يمكن تقدير آدابهم!
الرأي عندي أن يعاد تكوين اللجنة بحيث تشمل الأدباء الذين فازوا، حتى الآن، بالجائزة، وهم الدكتور طه حسين باشا والأستاذ عباس محمود العقاد والدكتور أحمد أمين بك