يقول العالم الدكتور زكي مبارك في مقاله (إلى أصدقائي في لبنان) في هذا الأسبوع في (المصري) الغراء:
(مجد مصر اليوم هو مجد أقلامها، وهو المجد الجدير بالخلود، وقد أقسم الله بالقلم ولم يقسم بالسيف)
قلنا: إن من حفظ كتاب الله معنا قدسها باله عن قوله تعالى: (والعاديات ضبحا، فالموريات قدحا، فالمغيرات صبحا، فأثرن به نقعا، فوسطن به جمعا - إن الإنسان لربه لكنود)
والقسم بالخيل هو مثل القسم بالسيف. والخيل من العدد التي أمرنا الله في (الكتاب) بإعدادها للدفاع وللجهاد بقوله:
(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)
قال شيخنا الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده (رحمه الله ورضى عنه) في تفسير تلكم الآيات الكريمات في (سورة العاديات):
(أقسم بالخيل متصفة بصفاتها التي ذكرها، آتية بالأعمال التي سردها، ليتوه بشأنها، ويعلي من قدوها، في نفوس المؤمنين أهل العمل والجد. . . وكان في هذه الآيات القارعات وفي تخصيص الخيل بالذكر في قوله: وأعدوا لهم الآية. . . وفيما ورد من الأحاديث التي لا تكاد تحصى - ما يحمل كل فرد من رجال المسلمين على أن يكون في مقدمة فرسان الأرض مهارة في ركوب الخيل. . . أفليس من أعجب العجب أن ترى أمماً، هذا كتابها قد أهملت شأن الخيل والفروسية إلى أن صار يشار إلى راكبها بينهم بالهزؤ والسخرية. . .؟
أليس من أغرب ما يستغرب أن أناساً يزعمون أن هذا الكتاب كتابهم يكون طلاب العلوم الدينية منهم أشد الناس رهبة من ركوب الخيل، وأبعدهم عن صفات الرجولية، حتى وقع من أحد أساتذتهم المشار إليهم بالبنان عندما كنت أكلمه في منافع بعض العلوم وفوائدها في علم الدين - أن قال (إذا كان كل ما يفيد في الدين نعلمه لطلبة العلم كان علينا إذن أن نعلمهم ركوب الخيل) يقول ذلك ليفحمني، وتقوم له الحجة علي، كأن تعليم ركوب الخيل مما لا يليق، ولا ينبغي لطلبة العلم. . .)