من الطوالع السعيدة لعهد فاروق الأول - حفظه الله - أن تحظى دولة الأدب والتفكير بأول قسط مشكور من حقها في التشجيع والرعاية؛ فقد انتهت وزارة المعارف بعد طول البحث إلى إقرار مشروع خطير لتشجيع العلوم والآداب يتلخص في ترتيب ستة جوائز ثمينة للمتفوقين في مختلف نواحي التفكير؛ وقد أشارت الرسالة في عددها الماضي إلى قيم هذه الجوائز وأنواعها. وصاحب الفضل الأول في تقديم هذا المشروع هو سعادة الدكتور حافظ عفيفي باشا وزير الخارجية المصرية سابقاً وسفير مصر الحالي في لندن؛ وهو فوق كونه من رجالات مصر المعدودين مفكر وأديب بارع، وله مواقف مشهودة في تعضيد الحركة الفكرية، وهو الذي أنشأ (السياسة الأسبوعية) التي كانت قبل أعوام أعظم الصحف العربية الأدبية
ومما يذكر بالحمد لوزارة المعارف أنها لم تنس الأقطار العربية الشقيقة في ترتيب هذه الجوائز الأدبية الثمينة، فقد تقرر أن يسمح لأبناء العربية من الأقطار الأخرى بالتقدم إلى هذه المباريات في جوائز الأدب والقصص والاجتماع نظراً لما هنالك من وجوه التعميم في هذه الميادين، ورغبة في تشجيع الآداب العربية بصفة عامة، وتقوية للروابط الفكرية والثقافية بين مصر والأقطار العربية الشقيقة
ونحن نغتبط بهذه الخطوة الموفقة التي تتخذها وزارة المعارف لتشجيع الحركة الفكرية في مصر والأقطار العربية؛ ويزيدها توفيقاً ويمناً أن الجوائز الجديدة تحمل اسم صاحب الجلالة الملك (فاروق الأول)؛ بيد أننا نحب أن نرى فيها باكورة فقط، ونرجو أن توفق مصر إلى المزيد منها على يد هيئاتها ومعاهدها العلمية الكبيرة. فعلى الجامعة المصرية والجامع الأزهر أن يساهما في ذلك العمل الجليل، وأن يرتب كل منهما جوائزه الخاصة لتشجيع الحركة الأدبية والعلمية؛ وعلى جميع هيئاتنا العلمية الأخرى أن تقوم بواجبها في ذلك السبيل
المتحف الزراعي المصري
في يوم الاثنين ١٧ يناير الجاري افتتح صاحب الجلالة الملك فاروق الأول متحف فؤاد