(مع الإجلال إلى معالي الدكتور هيكل باشا بمناسبة حديثنا
الشفوي عن عمر)
للأستاذ عزيز أحمد فهمي
- قرأت اليوم أن عمر. . . كان يخطب يوم جمعة في مسجد المدينة، وكان للمسلمين جيش في حرب مع بعض أعدائهم عند سفح جبل على حدود فارس، وكان على هذا الجيش قائد اسمه (سارية) وحدث أن كان الأعداء قد بدءوا في تطويق جيش المسلمين بحيث لم تكن له نجاة إلا أن يلجأ إلى الجبل، وحدث أن توقف عمر عن الخطابة وصاح:(يا سارية الجبل)، وحدث أن لجأ سارية إلى الجبل بجيشه، فنجوا، فلما عاد سارية إلى المدينة روى أنه سمع هتافاً يهتف في أذنه صارخاً:(يا سارية الجبل) فلجأ إليه فنجا، فقال له الناس إنه صوت عمر. . . أليست هذه قصة عجيبة؟ وهل تصدقها؟
- ولم لا؟ أو ما يهتف الآن الإنسان في لندن فيسمعونه في طوكيو؟ هذه كتلك.
- ولكنهم الآن يتصل بعضهم ببعض عن طريق التليفون.
- بل لقد اختصروا الآن التليفون، واستغنوا عن أسلاكه وجعلوه (راديو). الناس ارتقوا.
- فليكن. . . ولكن الراديو لا يزال أداة يستعين بها الإنسان على التخاطب من بعد، ولولاها لعجز عنه.
- لا بأس. ولكن الإنسان إذا واصل رقيه العلمي واصل اختصار الراديو والتقليل من أدواته حتى يبلغ من الرقي درجة يستغني بها عن اختراعه هذا واختراعاته كلها. . .
وعندئذ يستطيع أن يخاطب طوكيو وهو في لندن من غير أداة؟