للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[دار الحديث الأشرفية والمتحف العربي بدمشق]

بعنوان (الخالدي) نشر الأستاذ الدكتور عبد الوهاب عزام في العدد الثامن والسبعين من (الرسالة) الغراء مجلساً من مجالس الأستاذ الكبير الشيخ خليل الخالدي، وحسناً فعل، فان أمثال الشيخ الخالدي بيننا قليل، ويجب أن ينتفع بمعارفهم وثمرات بحوثهم. وحبذا لو عمد كل من يلقاهم أو يسمع منهم شيئاً إلى تسجيله ونشره ما داموا هم لم يدونوا مذكرات منظمة على أبحاثهم، فليس من السهل أن نجد شخصية مثل الشيخ الخالدي غزارة علم وسعة اطلاع، وإن الإنسان ليعجب عندما يستمع إليه وهو يتحدث عن كتاب نادر، فيصفه وصف الدارس المطلع، بل يتجاوز ذلك في كثير من الأحيان فيذكر عبارات الكتاب سرداً عن بديهة. ثم ينتقل من وصف الكتاب إلى ترجمة مؤلفه، فيذكر الكثير من شأنه، مما لا نجده في كثير من البحث والدرس، ثم ينتقل من ذلك إلى عصر المؤلف، وحال الحركة العلمية فيه وما إلى ذلك، فمجالس الشيخ الخالدي شائقة ممتعة نرجو الذين يجالسونه ويستمعون له تدوين مجالسه ونشرها على الناس كما فعل الدكتور عزام

عرفت الشيخ الخالدي في دمشق أواخر سنة ١٩٢٩، أيام ترددي على دار الكتب العربية، لذلك لفت نظري مقال الدكتور عزام وقرأته بشغف شديد حتى أتيت على ذكر المدارس في دمشق فاستوقفني قوله: (ومن مدارس دمشق دار الحديث الأشرفية وهي دار المتحف العربي الآن) استوقفني هذا كثيراً لأني أعرف دار الحديث الأشرفية كما أعرف دار المتحف العربي وأن كلا من الدارين غير الأخرى، فدار الحديث الأشرفية التي بناها الملك الأشرف موسى بن العادل، ونجز بناؤها سنة ٦٣٠هـ والتي درس بها جلة من العلماء مثل ابن الصلاح وابن الحرستاني وأبي شامة والنواوي والشريشي والفارق وابن الوكيل وابن الزملكاني والحافظ المزني والسبكي وابن كثير وغيرهم - هذه الدار لا تزال تؤدي رسالتها في نشر العلم - وعلم الحديث بنوع خاص - إلى يوم الناس هذا، وقد اعتراها شيء من الفتور في أواخر القرن الماضي حتى أرسل الله لها الفقيه الشيخ يوسف البياني المغربي، فأعاد إليها حياتها ونشاطها، ثم تولى شأنها من بعده المحدث الكبير الشيخ بدر الدين الحسني، ولا يزال يلقي دروسه في دار الحديث الأشرفية ويحضرها الكثير من كبار العلماء. وأما المتحف العربي في دمشق فهو دار المدرسة العادلية الكبرى التي تقع في مواجهة المدرسة الظاهرية

<<  <  ج:
ص:  >  >>