قرأت في العدد (٣٥٥) من الرسالة تحت عنوان (العقيدة الساذجة) جواباً لمحمود محمد سويلم واعظ (سمالوط) وهو ينكر نزول (ويطمعون على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً) في أهل البيت عليهم السلام وينكر صومهم. ويقول إنها قصة موضوعة؛ ولا ينبغي أن يحمل كلام الله تعالى على قصة هذا شأنها، وأن أقل تأمل في هذه القصة يدل على أنها مصطنعة.
إن إنكاره لم يكن بشيء جديد. فقد سبقه بعض أسلافه من إنكار نزول هذه الآية في أهل البيت عليم السلام، وادعوا بأن السورة مكية. على أنها مدنية وقد ذكرها الرازي في أربعينه، وابن المرتضى، والزمخشري، والقاضي في تفاسيرهم، والفراء في معالمه، والغنوي في شرح مطالعه، والواحدي، وعلي ابن إبراهيم، وأبو حمزة الثمالي، وأحمد الزاهد، والحكاني، وأبو القاسم الحسين (وهو من شيوخ أهل السنة) في كتاب التنزيل. إن تسعة وعشرين سورة مدينة وذكر منها (هل أتى) ولم يذكر خلافاً فيها. وعن عكرمة، وابن المسيب، والحسن بن أبي الحسن البصري، وخطيب دمشق الشافعي والثعلبي. وقد أورد القضية كما هي في التفاسير وذكرها هبة الله المفسر البغدادي في الناسخ والمنسوخ. ومما أنشد في هذا المقام:
أنا مولىً لفتى ... أنزل فيه هل أتى
وقال آخر:
إلى م أُلامُ وحتى متى ... أعنف في حب هذا الفتى
فهل زُوجت فاطمٌ غيره ... وفي غيره هل أتى هل أتى
وقال ديك الجن:
شرفي محبة معشر ... شرفوا بسورة هل أتى
وولاء من في فتكه ... سماه ذو العرش الفتى
ولما علم الله تعالى صدق نياتهم بإيثارهم الطعام المسكين واليتيم والأسير أنزل على نبيه