(ص): (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً).
وقال مجاهد وابن جبير والفخر الرازي في تفسيره:
(ذكر الواحدي في كتاب البسيط أن آية ويطعمون الطعام نزلت في على). وروى نزولها في علي رضي الله عنه صاحب الكشاف، وقد ذكر القصة بكاملها. وهكذا رواها العّلامة أبو السعود في تفسيره المطبوع بهامش تفسير الفخر الرازي. وفي كتاب ينابيع المودة (ص٩٣) عن موفق بن أحمد أخرجه بسنده عن مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالى: (يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً، ويطعمون الطعام. . . الخ) مرض الحسنان عليهما السلام فعادهما جدهما صلى الله عليه وسلم. . . وروى القصة أيضاً ونزول (هل أتى) على النبي (ص). وذكرها القاضي البيضاوي في تفسيره، وروح البيان والمسامرة، وفي لباب التأويل في معاني التنزيل للعلامة علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي (المعروف بالخازن) وعلى هامشه الكتاب المسمى مدارك التنزيل وحقائق التأويل تأليف العلامة أبي البركات عبد الله بن أحمد بن محمود النسفي. أما الخازن فقد ذكر عن ابن عباس أن الآية نزلت في علي بن أبي طالب، ثم ذكر القصة الخ. وقال النسفي:(نزلت في علي وفاطمة وجاريتهما فضة)، وذلك لما مرض الحسنان وعوفيا وقد نذروا صوم ثلاثة أيام، فاستقرض على ثلاثة أصوع من الشعير فطحنته فاطمة كل يوم صاعاً وخبزته. وآثروا بذلك على أنفسهم مسكيناً ويتيما وأسيراً. ولم يذوقوا إلا الماء في الإفطار، فأنزل الله فيهم هذه الآية. وقال عبد الباقي الفاروقي العمري:
وسائلٌ هل أتى نص بحق علي ... أجبته (هل أتى) نص بحق علي
وهذا قليل من كثير ذكرناه ليطلع عليه من يقرأ رسالتكم الغراء. ولعل حضرة الواعظ يطلع على كلمتي هذه فيرجع عن رأيه الأول، وفي هذا خدمة للحق