للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كان خبراً ساراً في الأوساط الأزهرية أن اشترك في أسرة التحرير بمجلة (الرسالة) الغراء في هذا الأسبوع كاتب أزهري جديد هو الدكتور علي حسن عبد القادر الحاصل على الدكتوراه في العلوم الإسلامية من جامعة برلين، والمدرس بكلية الشريعة الآن، وبكلية أصول الدين من قبل. فأعطى هذا الكاتب مع إخوانه الأساتذة: محمد المدني ومحمد يوسف موسى ومحمد عرفه وعبد الجواد رمضان وغيرهم ممن يحصنون الرسالة بأبحاثهم القيمة، الدليلَ الواضحَ على أن النهضة الأزهرية لم تتمثل في (شباب المراغي) فحسب، بل وفي (رجال المراغي) تمثلت أيضاً بصورة تدعو إلى الإيمان بمستقبل الأزهر السيد!. . .

ولكن أحب أن أوجه إلى الدكتور سؤالاً يدفعني إلى توجيهه الحرص على طلب الحق وذلك أننا سمعنا وقرأنا في غير صحيفة أن الدكتور ألقى منذ حين على فريق من طلبة كلية أصول الدين درساً في (مصطلح الحديث)؛ فعرض خلال هذا الدرس بالتابعي الجليل والمحدث الصادق الإمام (ابن شهاب الزهري) ووصفه بالاختلاق والكذب على رسول الله (ص)، وبأنه كان ممالئاً للأمويين ولذلك اخترع جملة أحاديث تخدم قضيتهم وترفع من شأنهم؛ ومن أمثلة ذلك أن الزهري لما رأى عبد الله بن الزبير يستقل بأمر الحجاز، وأن عبد الملك بن مروان يستولي على بيت المقدس ويرفع في المسجد الأقصى قبة الصخرة ليصرف الحجيج إليه؛ لما رأى الزهري ذلك اخترع أحاديث شتى في فضل بيت المقدس، ومن ذلك قوله على لسان الرسول صلوات الله عليه: (ولا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد: مسجدي هذا، ومسجد مكة، والمسجد الأقصى)!

قال الدكتور ذلك مع إجماع العلماء على أمانة الزهري وصدقه وورعه؛ ومع أن التاريخ يروي أن عبد الملك بن مروان سأل الزهري ذات يوم عن المعنى بقوله تعالى: (والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم). فقال الزهري: (هو عبد الله بن أبي ابن سلول) فقال عبد الملك: (لا. بل هو علي بن أبي طالب) فاشتاط الزهري منه غيظاً، وقال له: (لا أبالك!. . . أعلي تفتري أم على الله؟!)

ونحن نرجو الدكتور أن يتفضل بكلمة موضحة في هذا الموضوع وطني أن مجلة (الرسالة) التي تخدم الدين والأزهر لن تضيق بكلمة أو كلمات حول هذا الموضوع الخطير، فهل يجيب سؤلنا الدكتور عبد القادر؟!

<<  <  ج:
ص:  >  >>