للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

صور من هوميروس

١٧ - حروب طَرْوادة

طوفان للأستاذ دريني خشبة

تفَزّغ الطرواديون مما أخذهم به أخيل؛ وزادهم خبالا هذا الظلام الذي راحوا يضربون فيه على غير هدى، والذي تمد حيرا في دياجيره فيتدجى فوق الساحة الصاخبة، ويمكن لابن بليوس من أعدائه فيضرب في أقفيتهم، ويهوي على أعناقهم، ويمسح بِسُوقهم ويضرب كل بنان

وضاق الجسر بجموع الفارين، فاضطروا إلى خوض عباب النهر الزاخر، وخَوَّضوا فيه بخيلهم ورجلهم. . وتطامن لهم سكمندر فسكنت أواذيه، ونامت جراجره، وانكشف قاعه عن حصباء كالدر النضيد. . . .

وتبعتهم أخيل فخاض مياه النهر، ثم أعمل سيفه ورمحه، فكانت شآبيب الماء تختلط وشآبيب الدماء، وأنين القتلى يمتزج وأصداء المنهزمين، والجماجم المنتثرة تصطدم بالأشلاء الطافية هنا وهناك، والسماء الكاسفة ترسل عقبانها تغتذي بالجزر المتساقط في رحب المعركة، من بطون مبقورة، وهام مُفَلّةٍ، ولحم مقروم. . . . . . . . .

واستطاع أخيل أن يحصر اثني عشر شاباً فيأخذ عليهم سبيل الفرار، وفضل أن يرسلهم إلى سفائنه أسرى حتى لا يثخن في الأرض، وحتى يشهدوا ثمة ذلك القتيل المسجي، تسقيه ذيتيس الحزينة خمرا؛ فكبل أرجلهم وأيديهم من خلاف، ووكل بهم جماعة من رجاله فقادوهم إلى الأسطول، بعد ما وقفوا هنيهةً أمام جثة بتروكلوس، يؤدون لها تحية المعركة التي دارت رحاها عليهم، واصطلوا من بعده بنارها

وطفق أخيل يأخذ الجموع من كل حدب، ويلقاهم في كل صوب، حتى كان وجهاً لوجه أمام ليكاون بن بريام، الذي كانت له معه قصة قديمة مشجية، زمان إذ أسره أخيل واستاق قطعانه، وحبسه في جزيرة لمنوس، حتى افتداه أهله من الحرس الموكل به، ورشوهم بمائة ثور جسد ذي خوار ليطلقوا سراحه!

<<  <  ج:
ص:  >  >>