للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

المسلمون (قواري) الله في الأرض

وردت لفظة من الجموع الشاذة في قول لابن الخياط (أو غيره) في الإمام مالك:

يأبى الجواب فما يراجع هيبة ... والسائلون نواكس الأذقان

هدْي التقي وعز السلطان التقي ... فهو المطاع وليس ذا سلطان

في كتاب (الحيوان) لإمام أبي عثمان الجاحظ ذي الأحاديث الطلّة المنورة، فقال محققه وشارحه الأستاذ عبد السلام محمد هرون في أمر تلك اللفظة:

(نواكس جمع ناكس وهو من الجمع الشاذ وقد أسهب البغدادي عن نحو هذا الجمع في الخزانة (١: ١٩٠ - ١٩٥) وفي مجلة الرسالة العدد (٣١٥ ص١٣٩٤) بحيث قيم، واستدرك طيب لهذا الشذوذ).

راجعنا هذا البحث في (المجلة) فألقينا فيه ثمانية عشر جمعاً لكنه قد فاته جمعان ذواشان. ولا نقول: إن سبب هذا الفوت هو قلة الاستقراء أو العجز إذ لا نجهل أنها لغة العرب بل لغات العرب كما أنا ما نسينا ما روى في (الرسالة) عن (رسالة الإمام الشافعي في أصول الفقه): (لسان العرب أوسع الألسنة مذهباً، وأكثرها ألفاظاً، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي) وذانك الجمعان الشاذان الفائتان هما القواري والسوابق.

١ - في الفائق: في الحديث: الناس قواري الله في الأرض، وروى المسلمون، وروى الملائكة. وفي الصحاح: الأصمعي: الناس قواري الله في الأرض أي شهداء الله، أخِذ من أنهم يقرون الناس أن يتبعونهم فينظرون إلى أعمالهم. حكاه أبو عبيد في المصنِّف. وفي النهاية: أي شهوده فإذا شهدوا الإنسان بخير أو شر فقد أوجبَ، وأحدهم قار، وهو جمع شاذ؛ حيث هو وصف لآدمي ذكر كفوارس ونواكس.

جرير:

ماذا تعهد إذا عددت عليكم ... والمسلمون بما أقول قواري

راجز:

حدثني الناس وهم قواري

أنك من خير بني نزار

<<  <  ج:
ص:  >  >>