للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنت الذي خلقتني. فساعدني على نفسي. وخذ بيدي، وأنت تستطيع. ولا أحد غيرك يستطيع.

أنت تطالبني بالتوبة؛ ولكنك أرجأت التوبة في قرآنك إلى سن الأربعين. فلي الآن إن مددت في عمري عشر سنوات باقية قد أستجديك بعدها عشراً، وقد أستجديك بعدها عشراً، فما أحسب التوبة ممكنة وقتك الخلاب يدغدغ العيون، ويناوش الأسماع، وينكث القلوب. . .

ثم لماذا يتحتم علي أنا أن أتوب؟!

أأنا إنسان عاقل ورشيد؟! إني لا أظن ذلك. فليس عاقلاً رشيداً هذا الذي يستمرئ أن يفضح نفسه بنفسه. ولا هو عاقل رشيد هذا الذي يطاول من هم أشد منه قوة وآثاراً في الأرض، وينوخ للضعيف الهزيل يركبه ويضرب بطنه برجليه. . .

أنا يا رب كما تعلم. فعافني. واسمح لي أن أقضي في ملكك هذا ما قدرت لي من البقاء وأنا تحت رعايتك وعطفك. فلست إلا طفلاً غراً آفته دلال استحكم في نفسه من كثرة ما استقاه وعَبَّه من نفح القرنفل والياسمين.

واحمني يا رب من الشر أن يسكن نفسي. واملأ قلبي سلاماً. وانزع منه كل حقد وكل غل.

واحمني يا رب من الشر أن يقذفني به حاقد أو مغلول؛ فأنا أعجز من أن أتلقى قذائف الشر المتستر، ولدغات الحقد والغل.

يا رب محمد. أحفظ يحيى السيد فقد أقرضني اليوم عشرة قروش وإن كان لا يعرف متى سيستردها.

هو طالب في ليسانس الحقوق. فخذ بيده في امتحانه القريب. . . أرجوك بحق محمد.

عزيز أحمد فهمي

<<  <  ج:
ص:  >  >>