للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[من هنا وهناك]

في المملكة الأردنية الهاشمية:

لمناسبة قيام القيادة العليا للدول العربية المحاربة في عمان، أنشر هذه

الكلمة، أوجز فيها القول عن وصف حاضرتها وبعض مدنها،

وتجارتها، وشؤونها العلمية وغير ذلك:

في الصيف الماضي هبطنا (عمان) حاضرة المملكة فرأيناها مدينة جميلة تتسع شوارعها المعبدة تارة وتضيق تارة، وهي في واد تكتنفه جبال تقوم عليها أكثر بيوت المدينة، ودورها حديثة البناء من الحجر الأبيض المنحوت، وفيها دور لا تقل حدائقها عن بعض حدائق دور مصر الجميلة. وفيها بضعة مساجد جليلة.

وكان لعمان في هذه الحرب شأن عظيم في التجارة، وقد كانت البلد الوحيد في الشرق الذي يسمح لتجاره بالاستيراد من أوربة، لذلك قصدها التجار في سورية وفلسطين وغيرهما فصدروا منها كثيراً مما كانت غاصة به من البضائع.

وأهل المملكة الأردنية عرب أقحاح، يشتغلون بالزراعة والتجارة وتربية الأغنام. وتنتج أرضها فواكه من كل الثمرات، وذلك لجودة تربتها في أوديتها ومرتفعاتها، ولطيب مائها.

وقد خطت هذه المملكة الصغير في عددها، الكبيرة في مساحتها، خطوات التنظيم والعمران والتعليم والحضارة بمدة يسيرة، وذلك بفضل عناية مليكها العالم، واعتماده على أهل العلم من السوريين والفلسطينيين وأهل البلاد، وقد قاربت أن تضاهي الأقطار الأخرى في الإقبال على العلم وفي نسبة المتخرجين الذين يردون مناهل الجامعات. وجل أساتذة مدرستها الثانوية من خريجي الجامعة الأمريكية ببيروت. وفيها مدرسة للعلوم الدينية، ومدرسة للصناعة تعلم النشء بعض الحرف. يضاف إلى ذلك مدارس عسكرية قائمة في المعسكرات. وفيها صحف ثلاث، ونواد عدة، من أكبرها نادي جلالة الملك حسين الذي يختلف إليه كثير من الأدباء لالقاء المحاضرات الممتعة. وفيها من علماء شنقيط والمغرب وسورية وفلسطين وغيرها. وسكان الحاضرة نحو خمسين ألفاً يعيشون عيشة مدنية مترفة. وفيها آثار مدرج فرعوني عتيق، وفي جبلها آثار قلقة قديمة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>