للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٦ - الدين والسلوك الإنساني]

للأستاذ عمر حليق

الطقوس الدينية

اقتدى كاتب هذه السطور في هذا الجزء من دراسته بالبروفسور واخ وتصنيفه الاختبار الديني في ثلاثة هي العقائد والطقوس الدينية والنتائج الاجتماعية لكل منهما.

ولقد عالجنا فيما سبق علاقة الاختبار الديني بالعقيدة فلنحاول أن نتعرف الآن مكانة الطقوس والعبادات الدينية في هذا الاختبار.

ولنا أن نبدأ فنسجل أن هناك تواكلا وتكاليف بين العقيدة والطقوس المعبرة عنها. فالعقيدة والإيمان الصادق بها يوحي بها إلى الفرد والجماعة ألواناً من التعبير هي ما اصطلح الناس على تسميتها بالطقوس والعبادة، فالأولى يمكن أن تحسب (ولو على سبيل الدلالة) في عداد النظريات والنشاط الفكري والروحي، والثانية تعد من قبيل النشاط العملي (الجسماني).

ففي رأي البروفسور (واليس) أن الطقوس الدينية والعبادات ليست مجرد تقليد جاء بطريق الصدفة، وإنما هو تعبير أصيل للعقيدة الدينية التي تتوخى أن تنفذ إلى كل ما في الكيان الانساني؛ فلا تقتصر على الاتصال والتأثير بالمشاعر الروحية الحاسة وإنما تتعمد الوصول إلى الناحية المادية (الفيزيولوجية) في ذلك الكيان.

وقد اصطلح علماء الانتروبولوجيا على تصنيف العبادات الدينية أربعة أصناف هي: -

(١) الحفلات والطقوس الدينية

(٢) الرموز

(٣) المقدسات (الملموسة والمحسوسة)

(٤) الضحايا (بمعناها الديني)

وللطقوس الدينية مكانة أصيلة في السلوك الديني. ولعل الخطأ الجوهري في حملة الطبيعيين والماديين على الدين مرجعه خلطهم الناحية المنطقية (النشاط الفكري) في الدين بالنشاط العملي (الجسماني) الذي يعبر عنها كالصلاة وضحايا الأعياد والحفلات الدينية وما إلى ذلك من ألوان ذلك النشاط.

ومما لا ريب فيه أن الطقوس الدينية على غرابة بعض ألوانها وشذوذه هي جزء جوهري

<<  <  ج:
ص:  >  >>