استطاع القائد بهرام جوبين أن يوقع بين الملك هرمزد وولده الأمير خسرو برويز ويغّير رأيه عليه، فاستحضر هرمزد صاحب سره وسأله أن يدبر الاحتيال لاغتيال خسرو، فخدعوا بعض خواصه بمال وواضعوه على أن يسقيه سّماً يقتله. ولمَّا علم خسرو بذلك أشار عليه معلمه بزرجميد الحكيم، فركب تحت جناح الليل وخرج من المدائن يسوق طرداً وركضاً في طريق أذربيجان - أو كما يقول الشاعر نظامي الكنجوي - في الطريق إلى أرمينية. وكان أن التقى بحبيبته شيرين وهي تستحم في بركة الماء دون أن يعرف أحدهما الآخر، وافترقا وقلب كل منهما يحدثه أنه رأى حبيبه، فواصل هو طريقه إلى أرمينية ليحظى برؤيتها، وتابعت هي طريقها إلى المدائن لتبحث عنه. . . وكان خسرو - قبل أن يغادر قصره في المدائن حيث كان في انتظار نتيجة مساعي سفيره شابور - قد أخبر رؤساء خدمه وجواريه باحتمال مجيء سيدة جميلة، ذات مقام رفيع، ونزولها ضيفاً عليه، وأمرهم بحسن استقبالها بما يليق بمقامها من الاحترام والإجلال، وشدد عليهم في إجابة جميع رغباتها
وصلت شيرين المدائن، وتوجهت إلى قصر خسرو، كما أوصاها شابور، حيث أظهرت الخاتم الذي أرسله خسرو إليها، فقوبلت بالترحاب، ونزلت هنالك معززة مكرمة مطاعة من الجميع؛ ولكنها لما علمت بغياب خسرو عن القصر، شعرت بالسأم يدب حولها فيه، ورغبت في السكنى بعيداً عنه، فأجيبت إلى هذه الرغبة، وبني لها قصر عظيم بين الهضاب المرتفعة، لعلها تجد فيه من ضروب اللهو والتسلية ما يجلب السرور إلى قلبها، وعرف القصر باسمها، فقيل (قصر شيرين)
وفي (شكل ١) تخطيط لقصر شيرين فيه محاولة لإرجاعه إلى حالته الأصلية نرى فيه ما كان عليه القصر من العظمة واتساع الأرجاء. وتوجد آثار هذا القصر بين الهضاب في