للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إيران على بعد حوالي عشرين ميلاً من الحدود العراقية في الطريق إلى كرمانشاه. ويقول ابن الفقيه إن (السبب في بناء قصر شيرين أن الملك أمر أن يبني له باغ يكون فرسخين في فرسخين وأن يصّير فيه من كل صيد حتى يتناسل، ووكل به ألف رجل، وأجرى على كل رجل منهم خمسة أرغفة ورطلين لحماً ودورق خمر، فأقاموا فيه سبع سنين حتى فرغوا منه. . . وسماه باغ نخجيران أي باغ الصيد) ويروي ابن الفقيه عن قصر شيرين أبياتاً منها:

يا ذا الذي غره الدنيا وبهجتها ... وحسن زهرة أنوار البساتين

والدور تخربها طوراً وتعمرها ... باللبن والجص والآجر والطين

أما رأيت صر وف الدهر ما صنعت ... بالقصر قصر أبَرْويزٍ وشيرين

قد صار قفراً خلاء ما به أحد ... إلا النعام مع الوحشية العين

سبحان من خلق الدنيا ودبرها ... وأنشأ الخلق من ماء ومن طين

وصل خسرو إلى أرمينية ونزل ضيفاً على ملكتها مهين بانو، فأخبرته عن اختفاء ابنة أخيها شيرين، ودَعَتْه لأن يمكث في أرمينيا طول مدة الشتاء، فقبل الدعوة. وجاءه شابور بعد ذلك بأيام قلائل، وأخبره بكل ما فعل. فأبلغ خسرو الملكة بوصوله وبما جاء به من الأخبار عن شيرين، واتفقا أن يرجع إلى المدائن ليعود بها إلى أرمينية. وهكذا أمرت الملكة مهين بانو أن يركب شابور على الفرس (جُلْجون) وهو فرس آخر في حوزتها، كان يضارع الفرس (شَبْديز) في شهرته. ووصل شابور إلى المدائن حيث وجد شيرين قد تركتها إلى قصرها بين الهضاب، فتبعها إلى هناك وأبلغها رغبة عمتها، وأقنعها بالعودة إلى أرمينية حيث ينتظرها خسرو، فركبت شيرين الفرس (جُلْجون) - إذ كانت قد تركت شَبْديز في المدائن - ورحلت إلى أرمينية في صحبة شابور

وفي ذات الوقت جاء رسول من المدائن وأخبر خسرو بثورة القائد بهرام جوبين، وأن الثوار قد قبضوا على أبيه الملك هرمزد وسملوا عينيه أرغموه أن ينزل له عن العرش، بعد أن أعلن بهرام جوبين طاعته لخسرو إذا هو تولى الملك. فأسرع خسرو إلى المدائن، حيث توج ملكاً على إيران. وهناك علم أن شيرين قد رحلت مع شابور إلى أرمينية، وأنها قد تركت له الفرس شبديز هدية منها. ولكن سرعان ما ظهرت نيات القائد بهرام جوبين

<<  <  ج:
ص:  >  >>