الحقيقية، وأنه قصد بهذه الثورة أن يغتصب عرش إيران لنفسه. وهكذا اضطر خسرو - وقد تبين قوة خصمه - أن يعمل بنصيحة معلمه بزرمجيد الحكيم، ويغادر البلاد بعض الوقت، إلى أن يبدأ نجمه في الارتفاع، فتحين الفرصة لاسترداد حقوقه.
, أخيراً تقابل الحبيبان، إذ جاء خسرو إلى أرمينية بعد وصول شيرين وشابور بوقت قصير. وصادف مجيئه خروج شيرين وصويحباتها للصيد، فقابلته في الطريق وعرف كل منهما الآخر، وكاد يطير سروراً بهذا اللقاء، وصحبته إلى عمتها مهين بانو، فاستقبلتهما بما جبلت عليه من لطف وطيبة قلب. وانتهزت هذه العمة الطيبة فرصة انفرادها مرة بابنة أخيها شيرين، وتوسلت إليها أن تحتفظ بوقارها في جميع المناسبات، وأن تناضل في سبيل الدفاع عن شرفها، والمحافظة على طهرها وعفتها، فوعدتها شيرين بذلك. فسمحت لها العمة بالخروج مع خسرو في رحلة إلى الريف، حيث قضيا شهراً وهما يستمتعان بالصيد وضروب التسلية الأخرى.
وفي (شكل ٢) خسرو وشيرين وهما يدخلان أحد القصور في أرمينية عند رجوعهما من الصيد، وقد وقف في استقبالهما بعض أكابر الدولة من أفراد الحاشية ومعهم الخدم والجواري. وهذه الصورة في مخطوط للمنظومات الخمس للشاعر خسرو الدهلوي، كتبه محمد ابن الأزهر في هرات سنة ٨٩٠ هجرية (١٤٨٥م). وكان مؤرخو الفن الإسلامي ينسبون الصور التوضيحية التي في هذا المخطوط للمصور بهزاد، وذلك لما امتازت به من الدقة في رسم المباني والأشخاص. والظاهر أن بهزاد كان له في ذلك الوقت بمدينة هرات تلاميذ صوروا هذه الصور، وأسبغوا عليها الكثير من روح أستاذهم. وهذا المخطوط محفوظ في مجموعة شستر بيتي بلندن
قضى الحبيبان شهراً وهما يتسليان بالصيد ولعب الكرة وغير ذلك من أنواع التسلية، إلى أن دعا خسرو شيرين لمأدبة أقامها لها في مضرب خيامه. وكانت مأدبة فاخرة استمعا فيها إلى لأغاني (باربُد) مطرب خسرو و (نيكيسا) مطربة شيرين، ومن بين شفاه هذين المطربين كان فيض الهوى يتردد، وكانا يتجاوبان بما يكنه قلب كل من العاشقين للآخر
وفي (شكل ٣) جلس خسرو على سجادة في منظرة بحديقة غناء، يستمع لموسيقى مطربه باربد الجالس أمامه إلى جوار الفسقية وبين يديه