للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[البريد الأدبي]

عصمت ابنونو

انتخب المجلس الوطني في أنقرة القائد (عصمت إبنونو) رئيساً للجمهورية التركية، وهو من نوابغ الترك، وقد قالت الصحف الغربية والشرقية إنه أعظم رجل عند القوم اليوم. ومما يعرف عنه أنه ذو أخلاق عالية، منها التواضع والحياء، وهو من بيت تقوى ودين، وأبوه ورع صالح، وقد ورث عنه شيئاً كثيراً، وبينه وبين أسرة عربية في فلسطين قرابة. وأذنه عن لغو الناس صماء. . ومن قول الأمير شكيب أرسلان فيه - وقد لاقاه في لوزان حين ذهب إليها رئيساً للوفد التركي بعد الانتصار وذاك الصيت الحربي وكانت له في المؤتمر تلك الشهرة السياسية: (وجدت أعضاء الوفد التركي جميعهم يحملون حقداً على العرب حاشا عصمت باشا)

فهل تتلاقى في عهد هذا الرئيس قلوب ألف بينها الإسلام وكادت تفرقها حوادث الأيام؟

ماذا يرى ج. ب. بريستلي؟

لخصنا للقارئ في الأسبوع الماضي رأي برنرد شو في شباب هذا العصر ووسائل التعليم فيه. وكان أهم ما عرض له شو أنه لا يعترف لأحد من معلميه في شرخ شبابه بفضل عليه، وأنهم كانوا آلات شيطانية لكبت غرائز التلاميذ وكف أذاهم عن أمهاتهم لا غير، وأنه لا يذكر مدرسته الأولى بخير سواء أكانت مدرسة أو جامعة، وهو يفضل تعميم المدرسة الابتدائية كمرحلة أولى لتثقيف النشء ولا يرى مانعاً من تدريس المواد الجافة لأنها تنفع في المستقبل وضرب لذلك مثلاً بجدول الضرب وأوصى بضرورة لباقة المدرس في تدريس هذه المواد، ثم تكلم عن الجمع بين الجنسين في غرفة الدرس فلم ينكره بل حتمه، وذكر الكتب التي كان لها أكبر الأثر في توجيهه الأدبي فخصص ألف ليلة وليلة الكتاب العربي الخالد ورحلة الحاج لجون بنيان وروبنصون كروزوليفو وختم حديثه بضرورة تعليم الخلط على أن يكون مادة مستقلة

وقد اطلعنا بعد ذلك على رأي ج. ب. بريستلي فرأيناه يعتذر عن الإجابة عن هذه الأسئلة (بالقطاعي!) لأن الأسئلة (القطاعي) أو التي لا رابط بينها تربكه، ثم هو لا يستطيع أن يبدي رأيه بصراحة في مدرسي المدارس إطلاقاً لأن أباه الذي ما يزال حيَّاً يرزق ما يزال

<<  <  ج:
ص:  >  >>