تعرض صاحب رسالة (الفن القصصي في القرآن الكريم) في كلمته المنشورة بعدد الرسالة الماضي لرأى الأستاذ أحمد أمين بك في هذه الرسالة، فرأينا أن ننشر رأي الأستاذ كاملا بنشر تقريره الذي قدمه إلى عميد كلية الآداب وهذا نصه:
حضرة صاحب العزة عميد كلية الآداب.
تحية واحتراماً.
قرأت الرسالة المقدمة من محمد أفندي خلف الله لنيل الدكتوراه وموضوعها (الفن القصصي في القرآن) والتي تفضلتم فأحلتموها على لقراءتها وإبداء الرأي فيها.
وقد وجدتها رسالة ليست عادية بل هي رسالة خطيرة أساسها أن القصص في القرآن عمل فني خاضع لما يخضع له الفن من خلق وابتكار من غير التزام لصدق التاريخ والواقع وأن محمداً فنان بهذا المعنى.
وعلى هذا الأساس كتبت كل الرسالة من أولها إلى آخرها وأرى أن من الواجب أن أسوق بعض أمثلة توضح مرامي كاتب الرسالة وكيفية بنائها.
يرى أن القصة في القرآن لا تلتزم الصدق التاريخي وإنما تتجه كما يتجه الأديب في تصوير الحادثة تصويراً فنياً بدليل التناقض في رواية الخبر الواحد.
مثل أن البشري بالغلام كانت لإبراهيم أو لامرأته. بل تكون القصة مخلوقة مثل: وإذا قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت. . . الخ ص ١٤ وما بعدها.
الإجابة عن الأسئلة التي كان يوجهها المشركون للنبي ليست تاريخية ولا واقعة وإنما هي تصوير لواقع نفسي عن أحداث مضت أو أعرقت في القدم سواء كان ذلك الواقع النفسي متفقاً مع الحق والواقع أم مخالفاً له ٢٨.
وربما كانت مسألة الجن التي تصور رأي الجاهليين في تسمع الجن لأخبار السماء ميداناً من الميدان القصصي.
(ابن الخياط)
والقرآن يقرر أن الجن تعلم بعض الشيء. ثم لما تقدم الزمن قرر القرآن أنهم لا يعلمون