سؤال يسأله كثيرون زلا يظفرون له بجواب مقنع، ولا برأي صائب صحيح.
أما الشيوخ فيزمون بشفاههم احتقاراً وسخرية، ويهزون رؤوسهم ضحكاً من السائل واستخفافاً بالسؤال، فيكفرون بالواقع وينكرون على العراق أدبه، وعلى الشباب يقظتهن وعلى الجيل الجديد رسالته؛ ثم يلقون عليك المواعظ والأمثال ناعين لك الأدب ساخطين على شياطينه الجديدة.
أما الشبان فيرفعون رؤوسهم افتخاراً، ويقرون بوجود أدب عراقي يواكب الحضارة، ويتفق مع روح العصر الحاضر، ويستجيب لضرورات الحياة الحاضرة، وينظر إلى الوجود كينبوع يستمد منه الأدب إلهامهن ويقتطف منه زهرات وحيه.
أما الأولون فمغالون، وأما الآخرون فمغرورون.
والأدب لن يزول عن الوجود ما دامت هناك حياة، وما دام هناك شعور بالحياة. فالوجود العامر بالشعور، المكلل بإكليل الحياة، المتنعم بنعيم الإحساس لم يفقد الأدب ولن يفقده أبد الآبدين.
لأن الأدب - في أبسط مدلولاته - مجموعات تجارب حية يسجلها الفنان في ألفاظ، ويرمز لها برموز ليستدل بها عن رصيدها الكامن من الأحاسيس والمشاعر. . . وهنا يتحدد وجود الحياة، ويترتب عليه إنشاء الفن.
وأخطل الرأي أن نتصور انعدام أدب أمة وهي ما زالت تتنعم بالحياة.
لأنك في ذلك تنكر وجودها، وتسلبها نعمة الحياة، أو تجعلها في رتبة الجماد سواء بسواء.
فلا بد من وجود أدب إذا وجدت أمة، لأنه لا بد من وجود شعور إذا وجدت حياة. والأشياء المحيطة بنا، الملازمة لنا، نتأثر بها، ونشعر بوجودها أو بمكان وجودها في مخيلتنا الواعية؛ ولهذا كله كان الأدب قديم المولد قدم الحياة، واكب الإنسانية في تاريخها، وصاحبها في نضالها، ورسم لها صورة الكفاح مع الطبيعة.
وبعض الناس لا يفرق بين وجود الأدب وازدهاره واكتمال أساليبه الفنية؛ فهم إذ قالوا: إن