[الشريف الرضي وخصائص شعره]
للأستاذ عبد الرحمن شكري
(تتمة ما نشر في العدد الماضي)
على أن الوجدان يفيض في شعر الشريف حتى من غير الاستعانة بهذه الصيغ البيانية. أنظر إلى وصفه حبيبته في قوله:
تُحَبِّبُ أيامَ الحياةِ وإنها ... لأَعذبُ من طعم الخلود لطاعم
وتراه يستجمع أساليبه البيانية كلها في قصائدهِ الطويلة المشهورة كرثائه للصابي وللصاحب في قصيدتيه التي يقول في مطلع واحدة:
أعلمت مَنْ حملوا على الأعواد ... أرأيت كيف خبا ضياء النادي؟
وفي مطلع الأخرى:
أكذا المنون تُقَطِّرُ الأبطالا ... أكذا الزمان يضعضع الأجْبالاَ؟
وهاتان القصيدتان من أفخم قصائده في الرثاء وإن كان الحنين فيهما أقل منه في قصائده في رثاء أهل بيته. وله في رثاء الصابي قصائد أقل فخامة وإن كانت أكثر حرقة. ومن أكثر قصائد الشريف في الرثاء وجداناً قصيدته العينية المشهورة التي يقول فيها:
لله نفرة وجد لست أملكها ... إلاّ تذكرتُ إخوان الصفاء معي
وفيها يقول:
الآن نعلم أن العيش مُخْتَلَسٌ ... وأننا نقطع الأيام بالخُدَعِ
أُخَيَّ لا رغبت عيني ولا أذني ... من بعد يومك في مَرْأَى ومُستَمَعِ
وقصيدته التي يقول في مطلعها:
قف موقف الشك لا يأس ولا طمع ... وغالط العيش لا صبر ولا جزع
وهي في نظري من أكثر قصائده في الرثاء وجداناً. ومن قصائده الوجدانية في الرثاء في آل المسيّب العينية التي يقول فيها:
وفارقني مثل النعيم مفارقاً ... ووَدَّعَني مثل الشباب موَدِّعا
ومن قصائده الحبيبة في الرثاء قصيدته في رثاء أمه وهي أكثر وجداناً من قصيدة المتنبي في رثاء جدته التي يقول فيها: