وصمت الأب دانوس، وغمرت الفتيات موجة أثيرية من الفرح، وتقدمن نحو الآلهة يصلين ويهزجن، وينظمن الشكران عقودا من جمان دموعهن فيجعلنه قلائد على جيد آرجوس، ويدعون للملك بالمجد، ولمدينته الخالدة بالنصر والعز والتأييد
وما يكدن يفرغن من صلاتهن وإنشادهن، حتى يثب أبوهن الشيخ المتهالك وثبة قوية. . . ويقف على شرف من حرم الآلهة المقدس، ثم يرسل في اليم المضطرب نظرات حائرة من عينيه الغائرتين. . . كمن ينظر في كتاب الغيب!!
- يا للهول! أصمتن يا فتيات. . . أصمتن! إن الزمن يسوق إليكن أحداثه فوق أعراف الثبج. . . انظرن!؟ إنها تقترب منا رويدا رويدا! واو حربا يا بناتي البائسات؟ سفينة مصرية لا ريب في ذلك! آه! إنها من سفائن اللعين إيجبتوس! لا شك! لا شك! هاهي ذي قلاعها وشراعها! كابية كوجهه، كاسفة كقلبه. . . وي! لقد طوى الملاحون الشراع، وأعملوا سواعدهم في المجاديف! إنها ما تفتأ تقترب! ولكن! لا عليكن يا فتيات! لا عليكن أبدا! إن لكن من هؤلاء الآلهة ذادةً، وإن لكن منهم حُماة أُباة! ويل لمن يستهزئ بأرباب الأولمب وأي ويل؟ إن له لساعة تشيب من هولها النواصي! لقد قدم الأوغاد يطلبونكن لمتعة الوحوش الذين لا يخشون الآلهة ولا يرعون حدود السماء. . . لا. . لن يكون هذا أبداً. . .)
فترتعد فرائص الفتيات، وتقول كبراهن:
- (أبتاه! إنا لنذوب من فرق يا أبتاه! يا للفزع الأكبر! ماذا أفاد سفرنا الطويل، وغربتنا