قد يكره الكاتب رجلاً، فيستغل المناسبات لهجوه والتسميع به، وقد ينكر الكاتب رأياً فيكتب في رده، وينال بالضرورة من صاحبه، أي إن من النقد ما يراد به هجاء شخص بعينه، ومنه ما يراد به رفع فرية في العلم ورد أذى عن الناس. وأنا ما كتبت الذي كتبته لأنال من الشيخ أمين الخولي (الأستاذ في كلية الآداب) وما بيني وبينه صلة ولا معرفة ولم أر وجهه إلا مرة واحدة منذ أسبوع، فلا يقل أن يكون قصدي تحقيره هو بالذات أو ذمه والقدح به، فإذا فهم أحد من الذي كتبته أنني أرمي إلى هذا فأرجو أن يصحح فهمه، وأن يعلم أني لا أبخس عالماً قدره ولا أجحد فاضلاً فضله.
ولكن قصدي مما كتبت الدفاع عن الدين والعلم وقد وقفت على هذا قلمي ولساني، وإن كان في الدنيا من يخطر على باله أنه يستطيع أن يكفني عنه، أو يمنعني منه بشكوى أو دعوى أو بترغيب أو ترهيب أو بافتراء أو ببذاء، فإنه يمني نفسه المحال.
٢ - تعليق:
أصاب أستاذنا (السهمي) بقوله في مقالة (فعلاء)، (هؤلاء جلهم أئمة) ولم يقل، كلهم. وفيهم ابن طولون (محمد بن علي) الدمشقي الصالحاني، وهو مؤرخ دمشق في القرن العاشر الهجري وله المصنفات القيمة وله تاريخ الصالحية المخطوط في المكتبة الظاهرية في دمشق، ولكنه (كما يبدو من أسلوبه) عامي العبارة، ركيك الأسلوب، ليس من البلاغة في شئ، ولا استئناس في كلامه بله أن يحتج في اللغة به، أو يشار إليه
ولعل الأستاذ السهمي ظن القراء كلهم من (بني سهم)، وحسبهم يجارونه في العلم، ويماشونه في الفهم، فأشار إشارة العالم ولم يشرح شرح المعلم، حين قال:
(وكما أملي الخليل على خريجه أو بصر، فقيد (أبو بشر) ذلك بالكتاب في (الكتاب). . . قال (عمرو). . .) وهل في القراء من يعرف أن اسم سيبويه عمرو بن عثمان ابن قنبر، وأن كنيته أبو بشر أو أبو الحسن، وأن كتابه هو المقصود أن أطلق (الكتاب) وأنه معقود بلفظ الخليل وإملائه، أو بدلالته وإرشاده.
ودعوى الأستاذ (في فعلاء) صحيحة، وإن لم يجيء عليها (في مقالته) بالبنية الشرعية