(من الممكن عندي صياغة جميع المسائل المتعلقة (بقيمة الحرية) في أسئلة ثلاثة:
١ - هل الشخصية الحرة كعنصر من عناصر الحياة البشرية أنبه شأنا وأعز جانباً وأنفس قيمة من تلك الشخصية التي تنطبع وتتشكل وفقاً لمشيئة قائد أعلى حاكم بأمره في مصادر
وموارد الدولة الاستبدادية المطلقة؟
٢ - هل يتوقع لإرادة الفرد الحرة أن تخطو بمصالح البشر إلى الأمام أكثر مما يتوقع لإرادته التي تدرج من المهد إلى اللحد على منهج موضوع يصيرها خاضعة لكلمة القيادة العليا خضوعاً غبيا ومطيعة لها طاعة عمياء؟
٣ - أليس هنالك من ضرر يتهدد الجنس البشري، ومن خطر على تقدم المعارف وانتشار الثقافة، ومن خوف على كل شيء نفهمه عن طريق (المدنية) بنشوء هذه الجماعات الفقيرة التي تسير في مناهجها على نمط واحد، وتجري في تفكيرها على أسلوب واحد، وتنطلق خائفة مذعورة كقطيع من الغنم أمام راعيها؟)
ويكهام استيد
من القضايا التي يزعمون أنها من بداءة الرأي قولهم:
(لكل بلاد ما تستحقه من صحافة)، وإذ نفرض صحة هذه القضية م غير أن نسلم بحجتها يسعنا أن نتساءل:(وأية صحافة نستحقها نحن؟)
والجواب على ذلك ليس بالأمر الهين؛ فقد جاء في مقال لكاتب إيطالي - أغفل اسمه - نشر في كتاب سنوي فاشي عن الصحافة الإيطالية قوله:(إذا كانت بريطانيا العظمى لا تزال تملك صحفاً تشغل مكانتها بين خيار صحف العالم، فإنها ما برحت تملك صحفاً أخرى هي بلا شك أسوأ الصحف في العالم، أو على أي حال في أوربا). وإني لا أجد بصدد هذا النظر سوى أسباب ضعيفة أخالفه الرأي فيها. اللهم إن صحافتنا حتى أسوأها شأناً ما زالت إلى الآن لا تخضع لأي رقابة رسمية، أو تستعبد لأية قيادة حكومية؛ إذ لا يسعنا أن تجمع