للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خلاصة من كتاب:]

الحروب الحاسمة في التاريخ

للأستاذ محمد توحيد السلحدار بك

(من (أحاديث القهوة) حديث دار بيننا عن هزيمة ألمانيا المنكسرة في الحرب الماضية وأسبابها الظاهرة والباطنة؛ فقال الأستاذ السلحدار - ومن عادته أن يجعل لكل حديث نتيجة - إنه قرأ في هذا الموضوع كتاباً له قيمة وفيه ثقة؛ ثم لخص لنا رأي المؤلف فكان فصل الخطاب ومقطع الحكم. فرغبت إليه أن يكتب هذا التلخيص لقراء الرسالة فكتبه الأستاذ لتوه من غير تنقيح ولا مراجعة)

في سنة ١٩٣٣ نشر بايو كتاباً اسمه (الحروب الحاسمة في التاريخ) ? والكبتين ب. هـ. لدل هرت الكاتب العسكري للانسيكلوبيدية البريطانية وترجمته الفرنسية هي لكل من ميرا والكلونيل فنلونج قال المؤلف: إن موضوع الكتاب والغرض من وضعه وقيمته هي أمور لم تتعين في ذهنه تعيناً دقيقاً إلا شيئاً فشيئاً، وعلى ترتيب وسياق هما دون المعتاد في إعداد كتاب. ذلك بأن فكرته الأصلية إنما كانت أن يستخلص الجوهر من مطالعات واصلها عدة سنين، ومن خواطر ألهمته إياها هذه المطالعات. ولذا جاء كتابه خلاصة مكثفة من ملاحظاته التي دونها في أثناء دراسته لكل من تلك الحروب الحاسمة.

وقال إنه أول من وضع لكتابه من غير أن يدخل فيه نظرة في عوامل الحرب الكبيرة الماضية وفيما بين هذه العوامل من علاقات ونسب؛ وقد علل ذلك بأن الاعتماد على أسانيد وافرة أخذاً عن وثائق المحفوظات وعن الشهادات الشخصية كان يومئذ أمراً ممكناً، لكنه اعتقد أن الجو كان لم يزل مشحوناً بكهرباء المجادلات العلنية بسبب ما تدور عليه من المصالح الخاصة؛ وتلك حال يصعب فيها التجرد من الشهوات لقبول حكم في الموضوع. وكان هو شديد الرغبة في آلا يضعف مثل هذا الجو ما أعتبره درساً صادقاً حيوي الأهمية استنبطه من الماضي لينفع في المستقبل، إذ كان غرضه من التأليف هو في الواقع تنشيط بحوث تجري بروح علمي لا إذكاء نار الجدل. كان يريد بما استنبطه من خبرة العالم القديم والعالم الحديث أن يمكن القارئ من الاهتداء إلى الدروس التي أتت بها حرب سنة ١٩١٤ إلى سنة ١٩١٨. غير أن أصدقاء ونقادا بصراء عرض عليهم أول وضع للكاتب حثوه

<<  <  ج:
ص:  >  >>