في (رفع الإصر عن قضاة مصر) لابن حجر العسقلاني: حكي على بن سعيد في تاريخه أن رجلا سرق قنديلا من الجامع العتيق، فرفع للقاضي، فرفعه للحاكم، فقال له: ويلك! سرقت فضة الجامع؟
فقال: إنما سرقت ما ربي، وأنا فقير، ولي بنات جياع، والإنفاق عليهن أفضل من تعليق هذا في الجامع.
فدمعت عيناه، ورققه القاضي عليه، فأمره بإحضار بناته، فحضرن فأمر القاضي أن يجهزن بثلاثة آلاف دينار، ويزوجن وأعاد القنديل إلى الجامع.
٩٥٨. . . فأمهلته إلى شوال
في (تتمة اليتيمة) لأبي منصور الثعالبي:
أنشدني الشيخ أبو بكر لأبي نصر كاتب أبن قحطان صاحب اليمن في محمد بن حوشب، ولم أسمع في معناه أظرف منه:
قيل لي: ما أفدت ممن إليه ... صرت تحدو قلائص الآمال؟
قلت: جئناه في شهور شراف ... وهو فيها بنسكه ذو اشتغال
والفتى لا يجود إلا على السكر ... فأمهلته إلى شوال
٩٥٩ - الطبيعة إذا وجدت طريقا استغنت به عن طريق ثان
شرح النهج لابن أبي الحديد: أعلم أن الناس اختلفوا في ابتدأ خلق البشر كيف كان، فذهب أهل أملل من المسلمين واليهود والنصارى إلى أن مبدأ البشر هو أدم الأب الأول، وذهب طوائف من الناس إلى غير ذلك، أما الفلاسفة فزعموا أنه لا أول لنوع البشر ولا لغيرهم من الأنواع، وأما الهند فمن كان منهم على رأي الفلاسفة فقوله ما ذكرناه ومن لم يكن منهم على رأي الفلاسفة ويقول بحدوث الأجسام لا يثبت أدم، ويقول أن الله (تعالى) خلق الأفلاك وخلق فيها طباعا محركة لها بذاتها، فلما تحركت وحشوها أجسام لاستحالة الخلاء كانت