للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في وزارة الشؤون الاجتماعية أيضاً

هذا هو المنهاج

فكيف يكون المسير؟

حاولنا فيما سبق من القول أن نرسم لوزارة الشؤون الاجتماعية معالم المنهج الذي تسلكه مخافة أن ينتشر عليها الأمر وتلتبس الوجهة؛ ثم تركنا لرجالها المختصين توضيح الرسوم وتحديد التخوم وتعيين المراحل. ولكن رسم المنهاج لا يكلفنا ولا يكلف الوزارة غير ساعات من النظر والفكر والكتابة؛ وإنما عماد الأمر ومِلاكه أن تُنهج السبيل وتُنفذ الخطة وتُبلغ النهاية. ويلوح لي أننا نكلف الوزارة شططاً إذا أردناها على إصلاح الفاسد وإقامة المعوج وهي على حالها الحاضرة ووضعها القائم

ماذا عسى أن تعمل وزارة موظفوها خمسة عشر موظفاً وليس لها وكيل ولا نظام ولا سلطة ولا خزانة؟

لقد صدق الأستاذ الذي قال: إن وزارة الشؤون الاجتماعية مشروع وزارة لا وزارة. فإن خمسة عشر موظفاً من مختلف الوزارات (كشليلة) خيط من غير رأس، أو كشركة إنتاج من غير مال، لا يستطيعون أن يفكروا إلا في لجنة تعقد أو قرية تزار أو مقالة تذاع أو مجلة تحرر؛ أما تنفيذ الرأي وتكوين النتيجة وتوفير الثمرة فذلك شيء فوق الطاقة لمن لا يملك إليه الوسيلة

ولقد كان في وزارة الصحة عبرة لوزارة الشؤون الاجتماعية لو أنها التمست هداها على ضوء الدرس المنظم والتجربة الحاصلة والخبرة المختصة؛ فإن وزارة الصحة قد فكرت منذ عامين في كفاح المرض فهيأت له الأسباب وأرصدت الأُهَب، فجعلت لكل جماعة من الناس طبيباً، وسيَّرت إلى كل جهة من جهات القطر مستشفى، ولكنها لم تجد المال الكافي لشراء الأدوية وتجهيز العلاج فظل أطباؤها من غير عمل، وباتت سياراتها من غير حركة.

إن وزارة الشؤون الاجتماعية فكرة موفقة ما في ذلك ريب؛ وإن الرجل الذي أوحاها خليق بأن يكون صاحب المقام الرفيع علي ماهر باشا، فإن العهد برفعته أنه رجل عَمول يريد ما يقول ويفعل ما يريد. وقد دلَّت الدلائل في وزارته الأولى على أن في رأسه خطة مدبَّرة

<<  <  ج:
ص:  >  >>