فوضعت يدي دون أن أفكر، وقد أخذتني الشفقة على هذا البائس، وضعتها في جيوبي، ثم جعلت أبحث فيها عن شيء أعطيه إياه، ولكني وا أسفاه لم أجد شيئاً، لا نقوداً ولا ساعة، حتى ولا منديلا!
صار موقفي حرجا، وما زال السائل ماداًّ إليَّ يده واثقاً كل الثقة من العطية!
لم أعرف ماذا أعمل!. وفي النهاية أخرجت يدي وأنا حيران خجل، ثم مددتها وصافحت يده الممدودة قائلا:
(أنا آسف يا أخي فليس معي شيء).
ولم أكد أتم هذه الجملة حتى رأيت عيني السائل وشفتيه تفترَّان عن ابتسامة رقيقة، وإذا به يضغط على يدي شاكراً ممتنا وهو يقول: