أين مني الليالي الزُهر، والسنا النشوان! أين مني بهجة الدنيا وابتسامة الزمان! أين مني يا ليلاي أيامك الخوالي، ومغانيك الحسان! أين مني الهوى، والصبا، والمنى، وروضك الفينان؟
أين الزمان الذي قد كنت ناعمة ... مهلةً بدنوِّ منك يا سندي
هاج شوقي لو كر إلهامي وروض إنشادي، وزاد حنيني لمهد أحلامي وظل ودادي. وفررت من عيش كئيب تكتنفه أكدار وتمازجه آلام. . . وسرت بقلب يذوب جوى، ونفس تتأجج لوعةً، وكبد تتلظى كمداً. . . إلى أطلال حبي الغابر! فلاحقتني أطياف الأسى المتفجر، وأشباح الجوى المتسعر، وقد أهلكها ا ? نحيب وأزهقها الوجيب، من ضناها وتوجعها، وأساها وتفجعها!
طليحُ شوقً بنار الحب محترق ... تقتاده زفرات إثر لوعات
واحسرتاه على شباب نضب معينه هو في غضارة الإهاب، وذوى زهره في ربيع الصبا! وا لهفي على أمسيات ساحرات ولت تشيعها أنين الحسرات وكمين العبرات! وا أسفاه على ضياء خبا سناه من تفجع الذكريات ثم ما لبث أن عاد النور إلى الظلمات! واشجني على نفس ترسف في أغلال همومها، ومهجة حرى تذوب من سعير خطبها، وروح صرعتها أهوال القضاء، وأنشبت فيها أظفار الشقاء!
فيا هجر ليلى قد بلغت بي المدى ... وزدت على ما لم يكن بلغ الهجر