مني سحرك ودلالك؟!. . .
لقد كنت يا ليلى أستشفي بوصالك وأستهدي بجمالك، فأنت شفاء العاني الموله، ورواء المحب المدله!
وما عبد العزيز طبيب قلبي ... ولكن الطبيب هو الحبيب
فوا حزناه على معذب محروق أذابه لهيب الشجون، وأضنته أسقام المنون!
أواه ليلاي! لقد أدمى البعد فؤادي، وذهب الجوى برشادي، وقضيت أيامي حليف سهادي. . . ونأيت بنفسي بعيداً عن صخب الحياة ولغوب الناس حتى. . . . . . . . . . . .
أخلو بذكرك لا أريد محدثاً ... وكفى بذكرك سامراً وسروراً
فلا يقع بصري على إنسان، وأكون بنجدة من همسات الحسان، وخلوة في ذكر، وحنان، وأمان!
واهاً لذكرى المجالي بين أفنان الجمال، تتابعني أشباحها أينما سرت، وتلاحقني أطيافها أنى حللت بين زفرات التأوه وحسرات التوجع!
أُرْدد سعادُ على حيران مكتئب ... يمسي ويصبح في هم وتذكار
واهاً لمحب عربيد عربيد، ترك حبه صريع الجوى، شهيد الهوى، تنزف منه دماء قلبه المكاوم، ثم يفر هارباً كجبان رعديد دون أن يرحم جرحاً دامياً، أو يغيث قلباً عانياً!
لقد فررت بنفسي إلى جزيرة نائية كي أكون بمناجاة من سخر الرجال وأضاحيكهم، وبمأمن من رياء النساء وأكاذيبهن! فيطمئن القلب ويهدأ الجنان؛ في عالم قدسي موفور الأمان!
دلفت كابياً في سكينة هذه الجزيرة الوادعة، وأقمت فيها كاسفاً بين وحشة الصمت ورهبة الموت كبوم لفه البؤس والوجوم والوجوم في وادي الآلام والهموم!
واهاً لوحدتي، وسهدي، وانفرادي! ها قد جلست منعزلاً وللحياة معتزلاً. لا أرى إلا بحراً مضطرب الأمواج، ولا أسمع إلا إعصار ثبج يصارع الأنواء صراعاً رهيب الأصداء، واصطفاق لجج على ثنايا الشاطئ في إزباد وإرغاء!
ولا مُؤنس إلا شهيق وزفرة ... ولا مسعدُ إلا دموع وأشجان
أطلق النسيم أنفاسه العذاب، وسرى يختال في أردية العباب، وسجن البحر، وترفق الموج ناثراً رذاذاً كحباب الصهباء وشدت قيثارة الريح ألحان الصفاء. ولكن، ما أسكرتني خمرة