للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[رسالة الفن]

إن كنت فناناً

. . . فهذه نفسي!

للأستاذ عزيز أحمد فهمي

يا رب محمد! استغفرك يا رب محمد!

أعصابي متراخية. عقبي نائم. عيناي تريدان أن تنطبقا كأنهما زهدتا النور، وما هو زهد ولكنه تسليم.

نفسي تتهرب مني، وتتحجب عني. . . أريد أن أعرف ماذا بها؟ أسألها فيقع السؤال فيها كما تقع الحجرة على كومة التبن المحروق، فلا صوت، ولا رد على الصوت، ولا شيء.

إذن فماذا بقي لي؟ لا شيء!

وإذن فماذا أصنع؟. . . لا شيء. والصبر طيب. والنجدة عند رب محمد. . .

اللهم إني قد أسأت، اللهم إني قد أسأت!

هأنذا أعترف لك وما أنت بحاجة لأن يعترف لك مذنب. ولكني أريد أن أفضح نفسي لعلك تريد بعد ذلك فتمحو بلطفك وكرمك ما سطرته على جبيني بحكمتك وخبرتك من الإثم، وآثار الإثم. . .

لن أعدد ما ارتكبت، فإني لا أحصيه. ولكني أقول إني ما تركت إثماً إلا واقترفته.

ولكن كان شر آثامي أني في يوم أنكرتك. أعوذ بك من نفسي. وأعوذ بك لها.

لقد انطلقت يومها أعربد بروحي وبدني، وأقول - وبئسما كنت أقول - إن الخبطة العشواء التي أوجدت هذا الكون وإنما أوجدتني حكمتي في الكون كما حكمت الكون فيَّ، فما دام هو يأخذ مني فلآخذ منه، وما دام يستبد بي فلأستبد به. . . ومن أنا. . .؟؟

حقاً إني كفرت يا ربي. ولكني لا زلت أتوسل إليك حتى بكفري. فقد كنت أحبك وأنا منكرك

ألست أنت صاحب هذا البحر الذي كنت أصارع الريح وأنا ساع إلى أعتابه في ليالي الشتاء العاصفة المقمرة لأجلس عنده وأنا سكران وفي يدي السيجارة كلما شهقت منها نفساً

<<  <  ج:
ص:  >  >>