كان أبو بكر محمد بن يحيى الصولي من الأدباء الظرفاء والندماء العلماء. نادم الراضي بالله وكان أولاً مؤدباً له. ونادم المكتفي ثم المقتدر. وكان من ألعب أهل زمانه بالشطرنج مات مستتراً بالبصرة في سنة ٣٣٥هـ على أصح الروايات، لأنه روى خبراً في علي بن أبي طالب فطلبته الخاصة والعامة لتقتله. وله كتب كثيرة في الأخبار وتراجم الرجال، ولا سيما الخلفاء والأمراء والشعراء. والغالب عليه (أخبار الناس، وله رواية واسعة، ومحفوظات كثيرة. وكان حسن الاعتقاد جميل الطريقة. مقبول القول) وتآليفه: كتاب الأوراق هذا الذي قال فيه المسعودي (إن الصولي في كتاب الأوراق ذكر غرائب لم تقع إلى غيره، وأشياء تفرد بها، لأنه شاهدها بنفسه. وكان محظوظاً من العلم، مجدوداً من المعرفة مرزوقاً من التصنيف، وحسن التأليف) والأوراق هو الذي أحياه بالطبع جزئين لطيفين أحد المستعربين من الإنجليز السير هودث دن. وكان طبع له كتاب (أدب الكتاب) أحد أدباء بغداد الشيخ محمد بهجة الأثري.
بدئ الجزء الأول من الأوراق أو القسم الذي عثر عليه الناشر بترجمة أبان اللاحقي وأخباره مع الرشيد ومع جماعة من الشعراء وأجزاء من نظمه كتاب كليلة ودمنة وبدأ بقوله:
وفيه ترجمة ثلاثة شعراء وأدباء ظهروا من بيت اللاحقي، وترجمة أشجع السلمي ومختار شعره في المديح وغزله ومراثيه، وأشعار أشجع نحو ربع هذا الجزء. وترجم الصولي