صدر العدد الأول من مجلة (ريفيو أف رليلجن) في كانون الثاني ١٩٠٢، وقد جاء في تحديد أهداف المجلة ما يأتي:(إننا نرمي من وراء إصدار هذه المجلة إلى غايتين واضحتين: الأولى، أن نقود البشر إلى السراط المستقيم حين نعلمهم المثل العليا ونحبب إليهم الصدق والإيمان، وحين ننشر بينهم المعرفة الحقة، وأخيرا أن تصدر أعمالهم في الحياة عن المبادئ السامية التي أنزلها الله على نبيه في الإسلام. والثانية: أن نجذبهم بمغناطيسية قوية من روعة الدين تجعلهم يسيرون مسحورين، في طريق الهدى، وتوقظ في نفوسهم القوة التي تدفعهم تحت تأثيرها للعمل بأوامر الدين واجتناب نواهيه)
ثم يمضي في شرح الرسالة السامية وينتهي عند قوله:(وستقوم هذه المجلة بالدفاع عن قضية الدين الحنيف، وتقاوم كل المعتقدات الفاسدة الممعنة في الضلال المبين، تلك المعتقدات التي ليست في حد ذاتها غير تجاوز على ما يجب نحو الخالق أو على ما يجب نحو المخلوق)
وكانت المقالة الأولى التي ترجمها مولانا محمد علي في هذه المجلة هي تلك التي كتبها مؤسس الحركة الأحمدية لهذه المناسبة، وكان عنوانها:(كيف نتخلص من الذنوب)
وأخذت المجلة تركز أبحاثها على ما كان يضطرم في عقول الناس في تلك الفترة الزمنية، من القلق، والشك، والحيرة، ولم يمض على ذلك العمل غير سنوات ثلاث، حتى كانت المجلة قد أخذت طريقها إلى أرقى الأوساط في إنجلترا وأمريكا. وكان من أبرز السمات التي امتازت بها، تركيزها المحكم الدقيق في عرض مبادئ الإسلام عرضا موفقا بديعا، على الرغم من استهدافها لحملات عنيفة قاسية، قام بها رجال الدين من الإكليروس النصراني، ولكنها صمدت لهم وهزمتهم في عقر دورهم وأخرست الباطل في ألسنتهم.
وكانت في نفس مؤسس الأحمدية رغبة قوية في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى الإنجليزية، وقد صرح بذلك في كتابه المسمى (إبتالا أو هام) غير أن المنية لم تمهله ليرى ذلك الحلم الجميل حقيقة ناصعة، فسار إلى لقاء ربه في السادس والعشرين من أيار