يا شباب الوادي! خذوا معاني العظمة في نسقها الأعلى من
سيرة هذا العصامي العظيم. . . . . .
- ٢٨ -
وكان على الرئيس ورجال حكومته بعد قرار التحرير أن يبذلوا غاية جهدهم ليضعوا حداً لتلك الحرب، فان انتصار أهل الجنوب معناه القضاء على كل شيء، فبه تصبح الحرية مجرد أمنية وتصير الوحدة ضرباً من الوهم. . .
ولقد انقضت تلك السنة الثانية للحرب والجنوبيون أرجح كفه، ففيها أرغم ماكليلان كما رأينا على التراجع وكان من رتشمند عاصمة الجنوب على بضعه أميال، وفيها حلت الهزيمة بالقائد بوب وهو يدافع عن طريق العاصمة الشمالية، وكذلك انتصر الجنوبيون في الميادين الغربية؛ ولقد كان مرد تلك الانتصارات إلى كفاية قوادهم وحسن نظام جنودهم. . .
وفي نهاية تلك السنة حل محل ماكليلان في قيادة الجيش المرابط على نهر بوتوماك، في طريق العاصمة، قائد آخر هو بيرنشيد؛ ولقد برهن هذا القائد الجديد على كفايته في بعض الأعمال الحربية من قبل، ولذلك اتجهت الأنظار إليه في مركزه الجديد، وراح أهل الشمال يعلقون الآمال على تغيير القيادة، أن كان قد ألقى في روعهم أن ما حل بهم من الهزائم فيما سلف إنما يرجع إلى سوء تدبير ماكليلان. . .
ولكن في الجيش عدد كبير من الجند قد آلمهم أن يفارقهم قائدهم أو أن يحال بينهم وبينه على هذا النحو، لذلك لم يحسنوا لقاء القائد الجديد أو لم يشعروا تحت رايته بما كانوا يشعرون تحت راية ماكليلان من حماسة