ما قرأت كلمة أستاذنا المازني (في الحب والمرأة) إلا أيقنت أن هنالك مؤامرة على الحب - وا حسرتا - فجزعت. . . . . لا على الأستاذ المازني فإنه إذا لوح بيده أو زوى ما بين عينيه رفع خصومه الرايات البيض. . . .
ولا على المرأة. . . فإن لها من لسانها الطويل - بقطع النظر عما إذا كان وراءه شيء أم لا - ما قد تستطيع به الوقوف أمام المازني. . .
ولكني جزعت على الحب في هذا الزمن الذي طغى فيه العقل - أو مجموعة الاختبارات والأمزجة والطباع - ولو أستطيع لرميت به (أي العقل) مربوطا بكتلة من الحديد تثقله - إلى الهوة السحيقة التي تليق به
والمازني عزيز على إخوانه وتلامذته - وأنا منهم - المنتشرين في كل قطر، وحبيب إلى قلوبهم - وهم عدد النجوم - وما كان لمثلي أن يرفع يده وهي شلاء أمامه، ولكن حملته على الحب والمرأة أثارت عليّ جنودا لا قبل لي بها، تعرف عطفه عليّ وحبه لي، وهو أدرى بقوتها. .
ومادام المرء يخلق كل يوم خلقاً جديداً فلم لا نأخذ الخلقة التي نميل إليها وتستهوينا؟ ومادام الإنسان يتحول إلى صور شتى فلم لا نهفو إلى الصورة التي تروق في أعيننا؟ والحياة قصيرة، والهوى فضّاح، فلأعد إذاً إلى أعماق الماضي، إلى المازني الفتى الذي دفنه:
مات الفتى المازني ثم أتى ... من مازن غيره على الأثر