من (عبقرية) نابغة العرب أبو العلاء حرب الظالمين وعدو المستبدين، ونصير البائسات والبائسين، وخصيم المترفين والباخلين، ومقرع المستكبرين والمدعين، ومجل التواضع والمتواضعين، ومهجن الشراب الحرام والشاربين. وأقواله في (اللزوميات) في هؤلاء المذكورين مشهورة؛ ولم يغفل (نابغة العرب) في (الفصول والغايات) - عبقرية في النثر - عنهم. وفي الآيات البينات بعض ما قال فيهم:
(ما بيت يأتلق فيه الياقوت، وللزرياب حواليه شعاع، يسكنه ظالم جبار يسفك الدم، ويسفح دموع الباكيات، ويشرب كاسات الرحيق - بأعز عند الله من ناسجة الغبار فيا ويح جائر - إذا حكم - عات!)
- ٣ -
(إذا أصبح النصح ثقيلاً، والمساجد قالاً وقيلاً، وصارت الإمارة غلاباً، والتجارة خلاباً - فالبيت المحفور، خير لك من مشيدات القصور، والفقير أربح صفقة من ذي التاج)
- ٤ -
(إني لوغد وقد عرفت نفسي بعض العرفان، وحقرتها وهي جديرة بالاحتقار. خلقتني كما شئت، وأعطيتني ما لا أستحقه منك. ولعل في عبيدك من هو مثلي أو شر. في خزائنه بدر اللجين والعقيان لا يطعم منها المسكين، ولا يغاث الملهوف)
- ٥ -
(إن من يفتقر إلي لفقير، فأغن (اللهم) كل مسكين. وبئس البيت المسكون، بيت تحت