للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الغبراء يكون، لا أس له ولا عمود، إنما هو من هباء، ليس بالطراف ولا الخباء ولأعمال الصالحات خير ما راح إليه من السوام. فكن أيها الرجل من الصالحين، وإذا رأيت الملأ يبرمون أمراً فقل: لعب الولدان خراج)

- ٦ -

(أطعم سائلك أطيب طعاميك، واكس العاري أجد ثوبيك، وامسح دمع الباكية بأرفق كفيك)

- ٧ -

(ما ريا قطر، ورائحة حبيب عطر، بأطيب من ثناء مستطر، يثني به بر على مبر! وذكر الله مراتع القلوب يستعذبه الأواب، ويسكن إليه الصالحون. فاغسل الحوب بأن تتوب، ولا تعرك ذنبك بجنبك، فتصر على سخط ربك، والى السوق تحمل الوسوق، فما كان جيداً نفق، وما كان ردياً زهد فيه. وإنما أنت درهم إن اتقى وضح، وإن فسق زاف)

- ٨ -

(خافوا الله وتجنبوا المسكرات: حمراء مثل النار، وصفراء كالدينار، وبيضاء تشبه الآل، وكميتاً وصهباء، وكل ما أدرك من الألوان. لو كانت أقسام اللب كرهاق الحصى، والسكرة من الجرع بمثل ذاك لقلت: إن النغبة الواحدة حرام. ولو هجر أب لجناية ولد لحرم العنب لجريرة المدام. وهل لها من ذنب؟ إنما الذنب لعاصر الجون، ومستخرجها وردية اللون، وحابسها في الدن، ومنتظرها برهة من الدهر، وشاربها ورد العطشان. فاجتنبوا ما يذهب العقول، فبها عرف الصواب)

- ٩ -

(أحسن الفضل ما شهد به الملأ لغير شاهد؛ إذ كان الغائب كثير العائب، والحاضر يلقي بالوجه الناظر؛ والدعوى رأس مال قلما ربح تاجره وإن صدق. وأحب لابن آدم أن تكون مناقبه كمناقب الطرف الرائع والسيف الحسام تذكر، وهما صامتان)

- ١٠ -

(قد يكون الخمول داعياً للنباهة كالنار ستر ضوءها باليبيس فأظهر ذلك لهباً)

<<  <  ج:
ص:  >  >>