أنتم تصورون لنا الطبيعة في شكل آدمي لأنكم صورتها الآدمية!
تغريكم الدمى وتسركم الأضواء وتبهركم الألوان
لا تحتاجون إلى أسرار أيها الأنقياء الأطهار.
وما حاجتكم إلى صدر زاخر بالأسرار وأنتم الذين لا تقبلون الحياة إلا بسيطة سهلة لا تعقيد فيها ولا إشكال
خير عندكم من كل مباهج الكبار ومسراتهم، دمية صغيرة محبوبة، تدورون بها في مجال المرح والسرور
يقينكم أنه ليس لكم يقين، وظنكم أنكم لا تعرفون الظنون أأنتم لاهون عن الحياة أم الحياة لاهية عنكم؟
تمر عليكم قافلة الحياة حافلة بشتى المعاني والألوان، وأنتم عنها لاهون، كأنكم من غير أعين ولا آذان
لا تعرفون من الحياة إلا طفولتكم، ولا تعرفون من الطفولة إلا الفطرة والسذاجة والإخلاص!
نحن نحتاج أحياناً أن نجالسكم لنتذكر في ظل طفولتكم أيام كنا مثلكم، وننشق من عرف لهوكم وعبثكم ما كان لنا في ماضينا الطفلي العجيب من لهو عابث وعبث لاه، في قلوب مطمئنة متوثبة معاً، تعرف كل شيء، ولكنها لا تعرف شيئاً!
حياتكم هادئة مطمئنة لا يفزعكم فيها شيء؛ ونحن نثوب إليكم دائماً كلما ثارت بنا الحياة، أو اضطرب عليها هدوءنا وطمأنينتنا، فنراكم في حجر الطبيعة الأم الحنون، تهدهدكم وتنثر بين أسرتكم الورود والرياحين
إن الحياة تفسد الطبيعة، ولكن الطبيعة تصلح الحياة، وإلا فما كانت الحياة تسلب من علَتْ به السن معالم الطبيعة ونقاء الفطرة