أسواق أمريكا الجنوبية، وذلك الذي تطلب منعه واتخاذ أساس الشراء الحر
ونظراً إلى أن ألمانيا فقيرة في المواد الابتدائية فمن الواجب إيجاد مصادر لها في الخارج وهي المستعمرات. وتقسم ألمانيا مبدئيا العالم إلى قسمين: أمم متحضرة مستهلكة ومصدرة، وأمم كتب عليها أن تشتغل لتزويد هذه البلاد المختارة. ولكن ما هي المقاييس التي تتخذ قاعدة في الشراء؟ الذهب أو الإنتاج؟ إن خلو ألمانيا من الذهب يجعل هتلر يرفض قاعدة الذهب ويطعن في البلاد التي تتعامل به. وإن والعمل هما رأس المال فقط. وعلى ذلك فكل دولة تشتغل بنشاط وتكافح في سبيل قوتها تكون هي المملكة الغنية في العالم، ولهذا وضع مشروعاً سماه مشروع أربع السنوات غايته الاعتماد على المنتجات الداخلية واستخراج كل ما يمكن من الأرض الألمانية بتفضيل كل ما هو ألماني على غيره ولو كان أقل جودة وأردأ نوعاً. فالمطاط يجب أن يستخرج من مواد ألمانية سرية، وكذلك السلولوز والنفط والبنزين من الفحم الألماني، وكل مملكة تسد نقصها من الخارج فهي دولة منحطة متأخرة؛ حتى قوائم الأكل يجب أن تكون ألمانية بحتة، ولذلك تستخدم لجنة مشروع أربع السنوات كل ما لديها من وسائط في سبيل إقناع الأمهات وخصوصاً العجائز منهن بعدم شرب القهوة أو الشاي بكثرة، وبعدم أكل القشدة المحبوبة لدى المسنات على الأخص بإفراط اقتصاداً وحفظاً للنقد الألماني من الذهاب إلى الخارج. ولكن ذلك ليس من السهولة بمكان، فقد اختفت الأقمشة الصوفية الجيدة من الأسواق الألمانية، وظهرت عوضاً عنها الأقمشة الصوفية السلولوزية المنتجات المتينة ولكنها أخذت تنافس أحسن الأقمشة البريطانية في الخارج، وتنافس بضاعات الأمم الأخرى حتى في أسواقها المحلية. كل ذلك لجر النقد الأجنبي إلى ألمانيا وتغطية العملة الورقية فيها