للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وذلك بجعل أصحاب المال تحت سيطرة سياسة الدولة رأساً لا الدولة تحت سيطرة أصحاب رؤوس الأموال الذين يطلقون عليهم لقب هو الشأن في الدول الديمقراطية والأمريكية، ولذلك يجعلون هؤلاء مصدر كل حب وبغض إلى الألمان ويتهمون هذه الدول بكونها تخضع للسياسة اليهودية التي تنتمي إلى هذه الطغمة

ولإنقاذ الشعب والحكومة من عبودية الربا وجب تنظيم الأرباح على قاعدة (الربح على قدر العمل والقضاء على بيوتات البيع الكبرى والشركات الاحتكارية وتقسيمها إلى محال صغيرة فنحو (١٠٠٠٠٠) اسكاف خير من وجود خمس شركات كبرى، لأن من طبيعة المحال الكبرى الميل إلى الأرباح دون الالتفات إلى التحسين، وبتخليص الفلاح من الديون. والفلاح هو رمز العنصر الشمالي الآري وكل سياسة اقتصادية لا تستند إلى محصولات تكون سبباً لهلاك الشعب وتدهوره. والتاريخ يرينا كما يقول هؤلاء أن سبب سقوط الشعوب هو إهمالها الزراعة، وبسبب تقدم الصناعات الكبرى توسعت المدن وظهرت روح جديدة هي روحية المدن بأمراضها المختلفة وازدراء الفلاحة وسكان الأرض وهذا معناه الانحطاط الثقافي. لذلك كان من واجب الوطنية الاشتراكية مقاومة توسع المدن وإرجاع السكان إلى العمل في الأراضي خارج المدن واتخاذ سياسة استيطان جديدة وإلغاء القوانين التي تجعل الفلاح في عزلة عن أهل المدن أو أقل منهم ثقافة واجتماعاً، وتحويل المدنيين إلى شعبيين؛ وبذلك تعود الحضارة البشرية والروح الجرمانية التي يحلم بها هتلر، وتختفي الفروق الموجودة بين الشعب الواحد، وتنفيذاً لهذه السياسة ترى وجوب الإشراف على بيع الأراضي وتوزيعها بحيث تضمن ما تراه بصورة عملية

أما التجارة الخارجية للشعب فيجب أن تشرف عليها الدولة كذلك وتحدد أسعارها. وتقوم بذلك الدول فيما بينها بعقد معاهدات تجارية حسب رغبات الدول وحاجاتها لا على قواعد علم الاقتصاد ومبادئ حرية التجارة أو المبادئ المالية الأخرى، وتكتب هذه المعاهدات بلغات الدول المتعاقدة لا باللغة الفرنسية كما هو الشائع الآن. وأساس هذه المعاهدات هو نظام المقايضة أو تبديل بضاعة ببضاعة، وهو نظام تراه الوطنية الاشتراكية أكمل نظام طبيعي، وقد كانت تتبعه قبل الحرب العظمى فسبب حصول التوتر الشديد فيما بينها وبين بريطانيا وهو الذي يدعو إلى قلق الأمريكيين دائماً وخوفهم من تفوق التجارة الألمانية على

<<  <  ج:
ص:  >  >>