تمهيد - الكتاب والمؤلف - اليوم المشهود - انتقال القلب من
مكان إلى مكان - الروح السائد في الكتاب - العناصر
الرئيسية - الكفر والأيمان - كلمة تنفع شبان الجيل الجديد. ..
تمهيد:
أنا أشعر بأن مقال اليوم لن يخلو من ضعف، لأني أكتبه وأنا كاره، والإجادة لا تتاح إلا لمن يكتب بشغف وشوق، وإنما أقبل كارهاً إلى مقال اليوم لأنه متصل بأحد مؤلفاتي، وأنا لا أحسن وصف هذه المؤلفات إلا في المواقف التي تمد النفس بموجبات الزهو والخيلاء، ولا شيء من ذلك في هذا الوقت، لأن فورة الهجوم على كتاب (الأخلاق عند الغزالي) قد خمدت منذ أعوام، بعد أن شغلت الناس وشغلوني بأبحاث بعيدة عن موضوع هذا الكتاب
ولكن، ما الذي يدعو إلى هذا المقال وحالي كما وصفت؟ يدعو إليه أن الكتاب مقرر لمسابقة الأدب العربي، ولا بد من معاونة طلبة السنة التوجيهية على إدراك بعض ما فيه من مقاصد وأغراض، على نحو ما صنعت في السنة الماضية، وعلى نحو ما سأصنع في السنة الحاضرة، في درس الكتب المقررة للمسابقة بين أولئك الطلاب.
ولو أنني وجدت من ينوب عني في الكلام عن كتابي، لأعفيت نفسي من هذا الواجب المزعج، فلم يبق إلا أن أتكلم عن كتابي كما أتكلم عن كتب الناس. . . وهل في الدنيا شريعة تفرض علي أن أنصف الناس وأظلم نفسي؟
وليكن مفهوماً أني سأنظر إلى كتابي بعين المحب، فحسبي وحسبه ما عانينا من الظلم والاضطهاد. ألم يرفض جماعة من علماء العراق مصافحتي بحجة أني آذيت الغزالي؟ ألم يقل جماعة من علماء مصر بأني وجهت أقوال الغزالي إلى غير ما كان يريد؟ ألم يقترح