للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حملة صقلية]

الجبهة الثانية. أين ومتى تفتح؟

هذا هو السؤال الذي تردد على ألسنة الناس في الأسابيع الأخيرة والذي كان موضع اهتمام العسكريين وبحثهم في كلا العسكرين، وكان في غزوة الحلفاء لصقلية الجواب على هذا السؤال. وللمعركة التي تدور رحاها الآن في هذه الجزيرة أهمية كبرى للطرفين؛ فالإيطاليون من جهة، يرون أن غزو هذه الجزيرة خطر يهدد كيان إيطاليا نفسها ويجعلها الهدف التالي بعد صقلية، ويرون أن القرار الحاسم فيما يتعلق بالحرب كلها سيتخذ على سواحل صقلية؛ وهم واثقون بأن كل قوة للحلفاء ستجد مصرعها على سواحل إيطاليا. أما اهتمام الحلفاء فيتجلى في النداء الذي وجهه الأميرال كننجهام لجنوده ساعة الغزو: (إن نجاح الحلفاء في غزو صقلية يعد بمثابة فتح جبهة ثانية كما أنه سيكون الخطوة الأولى في سبيل هزيمة سريعة للأعداء)

قبيل انتصاف ليل الجمعة التاسع من يوليو أخذت جنود المظلات البريطانية والأمريكية تنهال على أرض الجزيرة وهبطت على أثرهم الجنود الذين كانت تقلهم الطائرات الشراعية وأسرعوا في الزحف لتعزيز مراكزهم وراء استحكامات المحور لتدمير منشئاته وشل حركة مطاراته حتى يحال بين المدافعين وبين القيام بعمل جوي منظم ضد القوات الكبيرة التي كانت تقلها سفن الغزو

وفي فجر يوم السبت، أي بعد هبوط قوات المظلات بساعات قليلة، أخذت السفن المحملة بالجنود والأمداد تقترب من مواني الجزيرة منتشرة في الاتجاهات التي رسمت لها من قبل.

ولم يكن غزو صقلية بالأمر المفاجئ للمحور فقد صرح الجنرال إيزنهاور منذ أكثر من شهر لمندوبي الصحف بأنه لن يمض الشهر حتى تكون الأعمال الحربية ضد صقلية قد بدأت، وكذلك كانت الغارات العنيفة التي ظلت الطائرات المتحالفة تشنها على النقط الحيوية والمواقع الرئيسية في الجزيرة بمثابة مقدمات لهذا الغزو، وهو عين ما حدث في جزيرتي بنتلاريا ولبيدوزا حين سبق احتلال الجزيرتين غارات على مثل هذه الصورة من العنف والشدة

وقد وقع الغزو بعد أقل من أسبوع لبدء الهجوم الذي قام به الألمان في الجبهة الروسية، فقد انتظر الحلفاء حتى إذا ضمنوا اشتباك القوات الألمانية في معركة الروسيا الطاحنة شنوا هم

<<  <  ج:
ص:  >  >>