للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[القصص]

ذيول الحادث

عن الإنجليزية

بينما كان رئيس الشرطة غارقا في أفكاره، مستسلما لتأملاته يتبع بنظره تموجات الدخان الصاعدة من لفافة تبغ كان يدخنها، دخل عليه زائر بادي الاضطراب، شاحب اللون، غائر العينين يخيل لمن رآه أنه يشكو أرقا طويلا، وكان يمشي متثاقلا كأنه ينوء بحمل سر خطير. . فتهالك على مقعد أمام الرئيس، وابتدأ الحديث من غير تحية ولا سلام:

- إذا لم يخطئ ظني، فإن رجالك يتحرون دار المستر (جين أرنوت) ليقفوا على آثار الجاني، بعد أن عثروا على قتيلين: أحدهما رجل ملقى على الأرض، والثاني زوج صاحب الدار ملقاة فوق مقعد. . .

فقاطعه الرئيس قائلا:

- أصبت. . ويبدو لي أنك تعلم عن الحادث الشيء الكثير

- نعم. نعم أرجو أن تدعني أنتهج الخطة التي أريد في سوق الخبر إليك، لأني صحبت أرنوت سنوات كان لي فيها خير رفيق. . فقد حدثت هذه الجريمة المزدوجة ليلة البارحة، وكانت نتيجة حتمية لعذاب نفساني برح بأرنوت منذ شهور. .

ولكنه لم يكن قد تذوق منتهى العذاب إلا بعد وقوع الجريمة. . فاجتاحته عاصفة من الآلام النفسية، ليس في وسعه أن يتحملها. . فهل تعلم - أيها الرئيس - عنها شيئا؟

فهز الرئيس رأسه نفيا وهو يحدق في الزائر العجيب الذي استمر يقول:

- إن أرنوت رجل ذو ثراء واسع ومصالح عديدة متنوعة تتطلب - غالبا - غيابه عن المدينة عدة أيام لتدبير شؤونها وللوقوف على سير أمورها. أما داره فإنه لم يدخر وسعا في تأثيثها على أحسن ما يكون، لتكون صالحة من كل الوجوه لسكن زوجة. . . تلك الفتاة الجميلة الساحرة التي خلبت لبه عند أول نظرة. . . فقال الرئيس مقاطعا:

- ولم تقص علي كل هذه الأمور؟ أما الزائر فاسترسل في حديثه في شيء من الدهشة. .

- تمهل قليلا أيها الرئيس فستعلم كل شيء. . . فقد كانت زوج أرنوت امرأة فتانة الجمال، وهي المرأة الوحيدة التي أسرت أرنوت بسهام لحظها، فجن بها من أول نظرة وصار لا

<<  <  ج:
ص:  >  >>