من بلائي أني أقرأ أكثر ما يكتب في هذه الأيام، وخاصة ما يتعلق بالآداب والفنون، وقد وقعت أخيراً في مجلة (العالم العربي) على كلمة في كتاب (أبو الهول يطير) الذي ظهر أخيراً للأستاذ محمود تيمور بك، بتوقيع (أنور المعداوي - من الأمناء)
قال ذلك الذي هو من (الأمناء) بعد أن وصف ما كتبه تيمور في أول الكتاب عن فجيعته في ولده: (ولست أدري ما الذي دفع بيدي - وأنا في دنيا تيمور الحزينة - إلى كتاب (وحي الرسالة) لتقلب صفحاته حتى تقف بي عند صفحة تحمل عنواناً حزيناً هو (ولدي)، لقد رحت أقارن بين الكلمات هنا وهناك فماذا رأيت؟ رأيت البون شاسعاً بين آثار الفجيعة في الأديب المصنوع وأثرها في الفنان المطبوع).
ومجلة العالم العربي كانت قد أعلنت، بعد أن تنحى عنها الأستاذ سيد قطب، أن سيشترك في تحريرها الأستاذ محمود تيمور بك، ثم كتبت على غلافها (يشترك في التحرير: محمود تيمور بك) والمعروف عن تيمور أن مشاركاته في الصحف والمجلات لا تتعدى قصة أو مقالا يكتبه للصحيفة أو المجلة، وليس الأمر إلا كذلك في علاقته بمجلة العالم العربي، وقد فهم الناس بطبيعة الحال أنها ترمي إلى الاستعانة باسم تيمور، فهل البون الشاسع بين أثر الفجيعة. . الخ، تيحة لتيمور على حساب النيل من الأقدار!
أو أن البون الشاسع. . الخ، بدوة من بدوات (الأمناء) وزفرة من زفراتهم الحرار التي تحتبس بين ضلوعهم من يوم أن ساق إليهم صاحب (دفاع عن البلاغة) قاصمة الظهر في كلمته البالغة الخالدة عندما تعرضوا لكتابة في مجلة (الكتاب)؟
ونعرف كثيراً من دوافع النقد في مصر، ولمكنا لم نعهد بينها أن جماعة تنتمي إلى البلاغة والأدب وتتسمى باسم أستاذها، تضطغن على من يخاصمه هذا الأستاذ، فتحاول النيل منه بالدعاوى المطلقة والقول الجذاف، فأصبحنا بذلك أمام حزب كأحزاب السياسة، يستعمل أدواتها في التشهير بالخصوم. .
ثم ما هذا الذي يقوله ذلك (الأمين) المعداوي؟ إنه يردد ما هرف به بعض العجزة المتخلفين، إذا قالوا إن الأستاذ الزيات يصنّع في أدبه، وهم يقصدون ما يتوخاه في كتابته