للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[٤ - رحلة إلى الهند]

المسلمون والمؤتمر الأسيوي

للدكتور عبد الوهاب عزام عميد بكلية الآداب

في الهند اليوم حزبان يسيطران على شؤونها: حزب الرابطة الإسلامية وحزب المؤتمر والأول يمثل مسلي الهند إلا قليلا. والثاني يمثل الهنداك وقليلا من المسلمين وكان الحزبان على وفاق، كل يسير في طريقه غير محاذ للآخر. وكان زعماء الرابطة، ومنهم السيد جناح، عاملين في حزب المؤتمر.

وقد حدثت شؤون انتهت إلى القطيعة بين الحزبين سنة ١٩٣٧ وأبانت على اختلافهما كل الاختلاف على الهند بعد استقلالها. أتقوم فيها دولة واحدة أم دولتان إحداهما إسلامية في أقاليم تسمي، باكستان، والأخرى هندوكية في أقاليم أخرى تسمي هندوستان.

ولست في مجال الإبانة عن هذا الخلاف، فقد تكلمت فيه من قبل، ونشرت في الصحف ما يغني من إعادة القول، وحسبي أن أقول هنا: أن المؤتمر الأسيوي دعي إليه معهد يسمي (المعهد الهندي لشؤون العالم) وهو ذو صلة وثيقة بحزب المؤتمر. وكان لهذا الحزب الإشراف على المؤتمر الأسيوي والسيطرة عليه، فرأت الرابطة الإسلامية أن تقاطعه.

وكانت وفود الدول الإسلامية في حرج من هذه المقاطعة، وكثيرا ما سألوا: ألم تعلموا أن المسلين قاطعوا هذا المؤتمر؟ إلا تعطفون على مسلمي الهند الخ.

وقد اختلفت الإجابة عن هذه الأسئلة، واتفق المسؤولون على أن يهتمون كل الاهتمام، ويعطفون كل العطف على مسلمي الهند.

وقد انتهي الجدال إلى الإجماع على أن قدوم الوفود الإسلامية إلى الهند في ذلك الحين، وشهودها هذا المؤتمر ينفع مسلمي الهند ولا يضرهم، إذا يبصر البلاد الإسلامية بأحوال الهند، ويعرفهم بحقيقة الأمر فيما شجر من خلاف بين المسلمين والهنادك.

ونشر بعض الوفود الإسلامية كلمة أعربوا فيها عن رأي الوفود الإسلامية كلها، هي أن اشتراكهم في المؤتمر لا يدل عل ي تأييدهم حزبًا من أحزاب الهند، وان هذا المؤتمر كما دعوا إليه وشهدوه ليس سياسيا.

وكان من الداعين إلى المؤتمر والمناصرين له جمعية علماء الهند، وقد حرصت طائفة منها

<<  <  ج:
ص:  >  >>