على الاتصال بالوفود الإسلامية والتحدث إليهم في الخلاف بين الرابطة والمؤتمر، ثم دعوا وفود البلاد الإسلامية إلى حفلة في فندق كبير حضرها مولانا أبو الكلام أزاد وزير المعارف في الحكومة الموقوتة، وشهدها كذلك جواهر لال نهرو رئيس هذه الحكومة، ووزعت على الحاضرين صحيفة كبيرة بالأردية فيها ترحيب بالوفود وبيان لمكانة جمعية العلماء في الهند وتاريخها في الجهاد للاستقلال، والرسالة صغيرة بالعربية في هذا المعنى.
وبعض المعاهد الإسلامية كالجامعة الملية الإسلامية في دهلي ضالعة مع المؤتمر أيضاً؛ ولكن الجمهرة العظمي من المسلمين يؤازرون الرابطة الإسلامية.
وقد حرص القائمون على المؤتمر الأسيوي، لهذا الخلاف بينهم وبين الرابطة، على أن تشترك الحكومات الإسلامية فيه، وأرسلوا دعاتهم على بعض الأقطار ليعملوا على استجابة المسلمين دعوتهم، ولاسيما البلاد العربية.
وقد حرصنا على لقاء زعماء الرابطة لنزيل استيائهم من حضورنا المؤتمر، ولنعرف حقيقة الخلاف بينهم وبين حزب المؤتمر.
وقد زرت رئيس الرابطة في داره أنا والسيد تقي الدين الصلح مندوب الجامعة العربية والساعة إحدى عشرة ونصف من صباح يوم. فتكلمنا عن اشتراكنا في المؤتمر فسئلنا هل قرأت جريدة الفجر - وهي لسان الرابطة باللغة الإنكليزية - ثم تناول عدد منها قرأ فيه شيئاً عن اشتراك الوفود الإسلامية في المؤتمر وتقدير مسلمي الهند نواياهم، واعترافهم بأن شهود المؤتمر عسى أن يكون خيرا: وقال أن هذا ينهي الكلام في هذا الموضوع.
وقد تحدثت عن مؤتمر إسلامي يجتمع في الهند أو حيث يشاء المسلمون ويتناول البحث فيها شؤون إسلامية كثيرة فيها ولاسيما شؤون مسلمي الهند، وانتهى حديثنا والساعة واحدة وربع على أن نلتقي يوم السبت الآتي.
ولما التقينا في الموعد حدثناه عن عبد الغفار خان زعيم ولاية الحدود، والذي يتقيل غاندي ويصاحبه كثيراً حتى سمي غاندي الحدود. وكان عبد الغفار قد حدثني مرة والمؤتمر على مائدة حضرها نهرو وبعض أعضاء المؤتمر ومرة أخرى حيث يقيم مع غاندي فشكا من الرابطة وقال إنه كتب إليهم طالبا أشياء يسيرة تكفل له إذا قامت دولة باكستان فلم يظفر منهم بجواب. وقال أن الإنكليز اضطهدونا فاستنجدنا الرابطة فلم تبال بنا، وتطوع حزب